يعد «التمويه» أحد الأساسيات العسكرية في الجيوش، إلا أن استخدامه يختلف من جيش للآخر وفقًا للاحتياجات وجغرافيا المكان وطبيعة العدو والإمكانيات التي تحدد مدى تطور الأدوات المستخدمة، تلك العوامل التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى السعي في تطوير أدوات التمويه الخاصة به السنوات الأخيرة نظرًا لتنوع طبيعة الأعداء، في الشمال هناك تنظيم «حزب الله» اللبناني ومن الشمال الشرقي تقع الأراضي السورية حيث هضبة الجولان، ومن الجنوب حركة «حماس» الفلسطينية.
وشهدت تقنيات التمويه لدى الجيش الإسرائيلي بالفعل انتعاشًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ومع تقدم التكنولوجيا وتطور القتال في المناطق الحضرية ضد الفرق الإرهابية الصغيرة زاد أهمية استخدامها في الميدان للتخفي باستخدام مجموعة من الأقمشة الخاصة القادرة على امتصاص الضوء والحرارة وتحتوي على عدة وسائل كهروضوئية متقدمة.
ما هي الشركات المُطوِرة لأنظمة التمويه؟
«فيبروتيكس» وتطوير حامل شخصي للتمويه
تعتبر شركة «فيبروتيكس Fibrotex» من الشركات الرئيسية المختصة في إسرائيل بمجالات التمويه والتخفي، حيث تقوم الشركة بتطوير وتصنيع مجموعة من المنتجات التي تشمل تمويه «متعدد الأطياف» ثابت ومحمول، ووسائل بقاء وتمويه شخصي للجندي والعديد من منتجات التخفي الأخرى.
يقول «ليئور بيلينسكي» المسؤول عن التسويق في الشركة: «تختلف تقنية التمويه على مدار الطول الموجي، نحن ننتج شباك التمويه بطلاءات معدنية مختلفة وخصائص خاصة تعرف كيف تبتلع الآشعة التي تستهدفها بوسائل مختلفة ولا تنعكس مرة أخرى.. ونفس هذه الشباك يمكن استخدامها للتمويه والتخفي للطائرات والسفن».
وطورت «فيبروتيكس» حامل شخصي متطور للتمويه خفيف الوزن وسريع التركيب ويمكن ارتداؤه جيدًا على القناص وفقًا لاحتياجاته، بالإضافة إلى ذلك تم تطوير شبكة تمويه معيارية يتم تركيبها على سطح عربة مصفحة ويسهل نشرها عند الحاجة، وتم تسميتها بـ«الشبكة ذي الوجهين» لأنه يمكن استخدامها على كلا الجانبين.
جندي إسرائيلي متخفي بسترة تمويه
كما عملت تلك الشركة على مشروع تمويه لبؤرة استيطانية كاملة في المنطقة الشمالية، حيث تم دمج كل الشبكات المتقدمة ووسائل التخفي المختلفة[1].
وفي خطوة اعتبرتها إسرائيل نجاح باهر لهذه الشركة، اشترى الجيش الأمريكي مواد وشبكات تمويه بقيمة 80 مليون دولار، حيث يرى الأمريكان أن مواد التمويه خفيفة الوزن وتمنع كشف المقاتلين والمركبات والرادارات[2].
شركات إسرائيلية تحاول صنع بدلة «هاري بوتر» للتخفي
يوسي بوشلين المدير التنفيذي بشركة «IARD» ، وهي شركة أسسها مجموعة من العلماء والمهندسين من التخنيون «معهد إسرائيل التكنولوجي»، والذين تخصصوا في البحث والتطوير الكهروضوئي والقياسات الإشعاعية يقول إن العاملين يحلمون بصناعة ما يُسمى بـ«عباءة اختفاء هاري بوتر».
في هذا الاتجاه سعت أيضًا شركة «ArmyTec» لاستشارات وتطوير الأسلحة، حيث تعمل على تطوير بدلة مموهة للجندي سهلة وبسيطة للارتداء تغطي النطاق الطيفي بأكمله «المرئي والحراري»، ويتم تسويقها بالتعاون مع شركة «MYFORM» المتخصصة في الملابس الواقية، وتستطيع تلك البدلة التمويه للمحيط الطيفي بأكمله، المرئي وللآشعة تحت الحمراء العالية والحرارة أيضًا، بحيث تتضمن مواد تعمل على تخفيض التوقيع الحراري، أو تمنع الحرارة من الأساس أو تمتصها عن طريق مواد الطلاء.
شركة «ياعيل نوع» تطور نظام «يبتلع الرادار»
في شركة «ياعيل نوع» تم تطوير إلى جانب الأقمشة الخاصة التي لها طلاء معدني وتمتص الآشعة المختلفة وأجهزة الرؤية الليلية، حلول لابتلاع الرادارات عن طريق مزيج من المنسوجات والبلاستيك الذي يعمل على عودة اشعة الرادار التي يرسلها العدو إليه مرة أخرى، بحيث يمكن عزل النسيج حتى لا ينبعث منه إشعاع كهرومغناطيسي وبذلك يتم فصله عن العالم.
في الماضي كانوا يعتقدون أن الطاقة المنبعثة من الجسم يجب أن يتم حصرها من خلال طبقة معزولة، ولكن توصلت شركة «ياعيل نوع» بعد ذلك إلى استنتاج بأنه يمكن تنفيسها وتوجيهها حتى لا تعطي توقيعًا حراريًا.
ما هي تقنية «التمويه الحراري»؟
احدى تقنيات التخفي التي عملت إسرائيل على تطويرها هي تقنية «التمويه الحراري النشط»، وهي تقنية تعمل على إخفاء المعدات العسكرية وخصوصًا المدرعات عن أجهزة الرصد الحراري لحمايتها من الاستهداف.
تعتمد التقنية على مبدأ تركيب ألواح على جسم البدابة وكل لوح مكون من خلايا مزودة بقدرة على تغيير درجة حرارتها لتقلد درجة حرارة البيئة التي تتواجد فيها بالإضافة إلى شكل البيئة المحيطة بها، ويتم ذلك من خلال كاميرا حرارية موضوعة أعلى الدبابة يمكنها رؤية محيطها 360 درجة، وتقوم هذه الكاميرا بإرسال صور حرارية تلتقطها للمحيط إلى الكمبيوتر الذي يقوم بتحليل المعلومات والصور ويقوم بتقدير الحرارة وشكل البيئة والإشعاع الحراري للأجسام المحيطة، ويقوم الكمبيوتر بإرسال المعلومات المحللة لوحدة التحكم التي تأمر خلايا الألواح بتغيير حرارتها لتلائم الصورة الحرارية للمحيط، ولا تتغير جميع الألواح بنفس درجة الحرارة ولكن كل خلية تأخذ درجة حرارة مختلفة ليمكن تقليد الصورة الحرارية للمحيط بحيث تظهر على أجهزة رصد العدو الحرارية كأنها جزء من البيئة وليست دبابة وتتم هذه العملية بسرعة وبشكل تلقائي بالكامل[3].
صورة من فيديو ترويجي لنظام التمويه الحراري النشط من شركة إلتيكس وتظهر الكاميرا الحرارية أعلى الدبابة
وفي الفترة الأخيرة اتجه الجيش الإسرائيلي إلى استخدام المواد الخام ذي التوقيع الحراري منخفض، حيث قامت شركة «Export Erez» التي تصنع المنسوجات العسكرية والتي تشمل سترات وسترات واقية ونقالات وناقلات بإنشاء سترات منخفضة التوقيع الحراري كما أنها صنعت للجيش الفرنسي أيضًا سترات منخفضة التوقيع[4].
كيف يستخدم الجيش الإسرائيلي الألوان في التمويه؟
يستخدم الجيش الإسرائيلي بعض التقنيات التي يتم تطوير بعض الأقمشة فيها حتى تعكس البيئة المحيطة على الجسم ولكن بدرجة متفاوتة، وهذا ما تعمل عليه شركة «Amtrin Technologies» الإسرائيلية المتخصصة في مجال تحويل الألوان وتطوير الأقمشة، وإلى جانبها شركة «ليئور تكستل» في شمال البلاد والمتخصصة في إنتاج الأقمشة المستخدمة للتمويه المتقدم والتي تعتمد في الأساس على الأشكال الهندسية المتطورة واختيار الألوان، وفي نفس التخصص تعمل أيضًا شركة «T9 Design» التي تعمل على تطوير تمويه وإخفاء المعدات والأشخاص وتتعامل مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي والموساد وهيئة المطارات الإسرائيلية وغيرها.
ويقول «ليران كوهين» الرئيس التنفيذي لشركة «T9 Design»: «في كثير من الأحيان تكون الاحتياجات محددة لعملية معينة على سبيل المثال إخفاء جميع الوسائل أو الأدوات داخل البدلة المخصصة مثل معدات الاتصال والأسلحة والتصوير الفوتوفجرافي وغيرها، فيتم إخفاء ذلك تحت الملابس أو تحت القبعات أو الحقائب، كما تقوم الشركة بتصنيع وسائل التمويه لأنظمة الذكاء المختلفة مثل أجهزة الاستشعار والكاميرات، وكذلك التمويه للقناصة ومواقع الرماية».
ما هي تقنية «المراوغة التكيفية» في الجيش الإسرائيلي؟
«الثعلب الأسود» يحول السيارة الـ«جيب» إلى «بقرة»
بصرف النظر عن الأقمشة الخاصة ومواد التمويه هناك الآن تقنيات مراوغة وتمويه متقدمة تجعل المركبات القتالية «غير مرئية» من خلال الخداع بإنشاء توقيع حراري مزيف في صورة إلكترونية «e-camouflage». وفي هذا التخصص تعمل الآن شركة «ألتيكس Altiks» في منطقة عسقلان حاليًا، والتي حصلت على براءة اختراع من الولايات المتحدة على هذه التكنولوجيا التي طورتها «تقنية المراوغة النشطة التكيفية» بحيث تكون الألواح الذكية المثبتة على المركبات القتالية وتسمح لها بالاندماج مع المناظر الطبيعية وتجنب الهجوم.
ووفقًا لرونين مئير الرئيس التنفيذي لشركة «ألتيكس» يمكن للسيارة الجيب أن تبدو مثل الدبابة، ويمكن أن تبدو الدبابة مثل السيارة الجيب، ويمكن أن يبدو كلاهما مثل بقرة، وهذا النظام تم تطويره لاستخدامه من قبل القوات الخاصة في العمليات الهجومية دون تسجيل الدخول في الميدان بغض النظر عن السرعة أو ظروف التضاريس أو الطقس أو المستشعرات التي تمسح المنطقة، فاللوحات تنشئ نفس التوقيع الحراري للبيئة لتصبح الأداة جزءا من المناظر الطبيعية.
يشتمل نظام «أتليكس» المعروف باسم «الثعلب الأسود» على نافذة نشطة بتقنية خاصة تسمح لمشغل السيارة بالاطلاع على ما يحدث حولها ورؤية ما يحدث دون أن تكون السيارة مرئية، وفي المستقبل تأمل الشركة في تكييف النظام لاستخدامات «الكوماندوز» أو طائرات الهليكوبتر بحيث يتم إخفاء محركاتها أولًا وقبل كل شئ، والتي تسخن بشكل كبير وتخلق توقيع حراري عالي.
كما تقوم شركة «فيبروتيكس» بتطوير منتجات في مجال التمويه التكيفي، والذي يجمع بين المواد المركبة والمنسوجات المتقدمة، سواء من أجل منع الحرارة المنبعثة من المحرك أو الإخفاء باستخدام الألواح الذكية[5].
نموذج من منتجات التمويه لشركة «فيبروتيكس»
مجموعة الـ300.. نظام حديث يخفي الجنود والمركبات بـ«رقائق معدنية»
في شهر يناير 2021 خرج الجيش الإسرائيلي بأحدث أنظمته في التمويه والذي تم تطويره باستخدام “قوة مكيانيكية وألواح ألومونيوم”، تلك التقنية لم تُستخدم في الجيش حتى الآن سوى لدى وحدات القوات الخاصة في مناطق التجمعات، كما يتيح هذا النظام نقل الجنود الجرحي على نقالات دون التعرض إلى الكشف.
«جيل جديد من التمويه في الجيش الإسرائيلي» هكذا وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نظام التمويه الجديد والذي قالت عنه إنه نظام تمويه شخصي متقدم ومن المتوقع أن تستخدمه قريبًا ألوية مشاة المناورة، والنسخة التي سيستخدمونها مُحسنة وأحدث من نسخة سابقة كان يستخدمها وحدات الكوماندوز «النخبة».
حتى الآن كان المقاتلون في الكتائب المختلفة يستخدمون الحلول التقليدية التي عفا عليها الزمن والتي تم استخدامها خلال الحرب العالمية الثانية، مثل «الشباك وطلاء الوجه والشجيرات والأغصان»، ولكن في السنوات الأخيرة تضاءلت ميزة القتال ليلًا لقوات الجيش الإسرائيلي على الأرض بعد أن أصبح لدى «حماس» و«حزب الله» أجهزة رؤية ليلية متطورة لا تشمل فقط المناظير الحرارية للرؤية في الظلام فحسب، ولكن تشمل أيضًا رادارات مسح ميدانية.
نظام التمويه الجديد الذي طورته وحدة أبحاث تطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية «مابات» بالتعاون مع شركة «بولاريس سوليوشنز» الإسرائيلية يعتمد على قماش ممزوج بمركب خاص وزنه خفيف نسبيًا حوالي 350 جرامًا ويمكن حمله في حقيبة شخصية يمكن للمقاتل حملها، وهو مصمم ليلتف به المقاتلون ويتقدمون سيرًا على الأقدام دون أن يتم التعرف عليهم من قبل العدو، وليس فقط للتخفي من كمين، ويمكن استخدام هذا النظام أيضًا في إخفاء المركبات الكبيرة مثل السيارة الجيب «هامر».
تم تطوير فكرة نظام التمويه الجديد في عام 2013 بشركة إسرائيلية يعمل بها خريجي وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي تحت اسم «TVC»، وكان السر المهني لهذا النظام هو تكوين النسيج المتطور من قماش التمويه، وتم اختباره في الأشهر الأخيرة من قبل الجيش وتم تكليل التجربة بالنجاح.
يقول الدكتور «جاي» رئيس قطاع تكنولوجيا الحرب والمسؤول عن التمويه في «مابات» إن هذا «النظام يحتاج إلى معرفة كيفية العمل به ولكن التدريب بسيط وعليك فقط اختيار لونه المناسب، ظلال صحراوية لاستخدامها في الساحة الجنوبية، أو الظلال الخضراء للساحة الشمالية»، مضيفًا أن هذا النظام أو القماش، به رقائق معدنية ويمكن أن يصبح على شكل صخرة في منطقة تخفي القناص، كما يمكن تركيبه على نقالة للتمويه لنقل الشخص المصاب دون التعرف عليه أو تحديد هوية الجنود المحمولة.
أما عن أبعاد عمل النظام، فيوفر تمويه يصل إلى مئات الأمتار، وقد تم بالفعل إثبات كفاءته في الطقس السئ مثل الأمطار أو درجات الحرارة الشديدة، وفي «مابات» أطلقوا على هذا النظام «المجموعة 300» نسبة للإسبارطيين الـ300 الذين هزموا آلاف المحاربين الفارسيين في معركة عام 480 قبل الميلاد[6].
خاتمة
اشتعال بعض الجبهات لإسرائيل في العقد الأخير دفع الشركات الإسرائيلية للعمل على التجارب المختلفة لتطوير العديد من الأنظمة، بالتالي من المتوقع أن تنتج إسرائيل العديد من الأنظمة في السنوات المقبلة والتي تخدمها في اتجاهين:
- التعامل مع الجماعات المسلحة التي تفتح معها جبهات مثل حركة «حماس» الفلسطينية، وتنظيم «حزب الله» اللبناني.
- بيع تلك الأنظمة لدول مثل الولايات المتحدة التي اشترت بالفعل بعض أدوات التمويه في صفقة بلغ حجمها 80 مليون دولار، وفرنسا التي حصلت على بعض أنظمة التمويه.
إدراج الأنظمة في المنظومة العسكرية الإسرائيلية سيأتي بشكل سريع نظرًا للعلاقة التي تتمتع بها شركات التطوير بالجيش الإسرائيلي، حيث إن العاملون في تلك الشركات هم في الأساس خريجو وحدات الجيش الإسرائيلي، وبعضهم كانوا قادة وبعد أن تقاعدوا حصلوا على مناصب نظرًا لخبرتهم الطويلة.
بعض الصور التي توضح كيفية استخدام الجنود لتقنيات التمويه
المصادر-
[1] [1] إرباك العدو.. حلول التمويه الإسرائيلية، أغسطس 2015، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.mako.co.il/pzm-magazine/war-games/Article-d49715db2ca2931006.htm
[2] فخر لإسرائيل.. نظام التمويه الجديد للجيش الأمريكي يجعل الجنود غير مرئيين، 21 نوفمبر 2018، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.israelhayom.co.il/article/609769
[3] تقنية إسرائيلية جديدة لإخفاء الدبابات والمدرعات، 18 أكتوبر 2020، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.encyclopedia-of-syrian-military.com/2020/10/ELTICS-Black-Fox.html
[4] إرباك العدو.. حلول التمويه الإسرائيلية، أغسطس 2015، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.mako.co.il/pzm-magazine/war-games/Article-d49715db2ca2931006.htm
[5] إرباك العدو.. حلول التمويه الإسرائيلية، أغسطس 2015، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.mako.co.il/pzm-magazine/war-games/Article-d49715db2ca2931006.htm
[6] التمويه الجديد لكتائب الجيش الإسرائيلي، صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، 16 يناير 2021، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://www.ynet.co.il/news/article/rknOq00KCP
[7] هل ستتمكن من العثور على البحرية المختبئة في الصورة؟، 5 مارس 2016، ويمكنك الإطلاع عليه عبر الرابط التالي: https://fun.walla.co.il/item/2937813