تصاعدت حدة التحذيرات الإقليمية والدولية من تداعيات كارثية حال شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في رفح، جنوبي غزة، والتي نزح إليها نحو نصف سكان القطاع.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر تصميما على تنفيذ مخططه، حيث لجأ إلى حيلة التعهد بتوفير “ممر آمن” للمدنيين النازحين في رفح قبل الهجوم البري، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات.
وعلى الرغم من القلق الدولي بشأن احتمال وقوع مذبحة في مكان مكتظ بأكثر من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، قال نتنياهو لشبكة ABC الإخبارية،: “سنفعل ذلك”.
وأضاف: “سنقوم بذلك مع توفير ممر آمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة”، علما بأن تلك الوعود سبق أن أطلقها قبيل الهجوم البري على أنحاء متفرقة من القطاع، ولم تنجح في حماية المدنيين.
“نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي”، وفق نتيناهو، الذي زعم كذلك أن مناطق في شمال رفح “تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين”.
ورد نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شنّ هجوم على رفح، قائلا: “أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك”.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى أين يمكن أن يذهب هذا العدد الكبير من المدنيين المتكدسين على الحدود مع مصر والذين يحتمون في خيام مؤقتة.
تحذيرات دولية متواصلة
يأتي ذلك في وقت حذر فيه مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أن هجوما محتملا للجيش الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيشكل “كارثة إنسانية تفوق الوصف”.
وقال جوزيب بوريل، في بيان له، “أكرر تحذير العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف وتوترات خطيرة مع مصر”.
وأضاف أن “استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن ووقف الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع مذبحة”.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كذلك حذر من كارثة إنسانية وعواقبها على المنطقة بأكملها، موضحا أن “نصف سكان قطاع غزة محشورون في رفح وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.
ووفقا لتقرير إعلامي إسرائيلي، يفترض نتنياهو أن إسرائيل لديها حوالي شهر فقط للانتهاء من شن هجوم في رفح بسبب الضغوط الدولية، ولذلك يجب أن تكتمل العملية بحلول 10 مارس.
كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، مجددا، من أي هجوم عسكري إسرائيلي في جنوب قطاع غزة، موضحة أن “الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح سيكون كارثة إنسانية. لا يمكن للناس في غزة أن يختفوا في الهواء”.
وأوضحت أن الاحتياجات في رفح لا تصدق بالفعل وأن 1.3 مليون شخص هناك يبحثون عن الحماية من القتال الدائر في قطاع غزة في مساحة صغيرة جدًا.
وشددت على أن إسرائيل يجب أن تخفف من معاناة السكان المدنيين قدر الإمكان، ولهذا السبب هناك حاجة إلى وقف إطلاق نار آخر حتى يمكن إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
مزاعم إسرائيل بشأن نفق أونروا
فيما قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن الوكالة ليس لديها علم بوجود المنشأة تحت الأرض، لكن النتائج تستحق “تحقيقا مستقلا”، وهو ما لا تستطيع الوكالة القيام به بسبب الحرب المستمرة.
وقال لازاريني إن الوكالة لم تكن على علم بما يكمن تحتها، قائلا إنه زار المنشأة عدة مرات ولم يتعرف على الغرفة الكهربائية، وكتب لازاريني، في بيان له، إن الأونروا أجرت تفتيشا ربع سنوي منتظما للمنشأة في سبتمبر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن انه اكتشف أنفاقًا أسفل المقر الرئيسي لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة، زاعمًا أن نشطاء حماس استخدموا المكان كغرفة إمداد بالكهرباء.