يترقب سكان قطاع غزة المدمر الساعات والأيام القادمة كفرصة لالتقاط الأنفاس بعد أشهر من الهجوم الإسرائيلي الجوي والبري والذي قضى على الأخضر واليابس.
وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الإثنين 25 مارس 2024، بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وصوت أعضاء المجلس الـ14 المتبقون لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون في الهيئة.
وقال سفير الجزائر، لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع للمجلس بعد التصويت، “لقد عانى الشعب الفلسطيني كثيرا. لقد استمر حمام الدم هذا لفترة طويلة جدا. ومن واجبنا أن نضع حدا لحمام الدم هذا قبل فوات الأوان”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلغي وفدا كان من المقرر أن يزور واشنطن إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار.
وكانت واشنطن عارضت كلمة وقف إطلاق النار في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر في قطاع غزة واستخدمت حق النقض (الفيتو) .
ضغوط عالمية لأجل الهدنة
لكن وسط ضغوط عالمية متزايدة من أجل هدنة في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح لمجلس الأمن بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، الذي ينتهي في أسبوعين.
ويطالب القرار أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتقول إسرائيل إن حماس احتجزت 253 رهينة خلال هجومها في 7 أكتوبر.
وقالت الولايات المتحدة: “إن دعم الولايات المتحدة لهذه الأهداف ليس مجرد خطابة. فنحن نعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقية على الأرض من خلال الدبلوماسية، لأننا نعلم أنه من خلال الدبلوماسية فقط يمكننا دفع هذه الأجندة إلى الأمام”، وفق السفيرة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد.
وأضافت: “وقف إطلاق النار يمكن أن يبدأ على الفور بالإفراج عن الرهينة الأول ولذا يتعين علينا أن نضغط على حماس للقيام بذلك.”
وقالت توماس جرينفيلد إن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت لأنها لم توافق على كل ما ورد في القرار ولأن النص لم يتضمن إدانة لحماس.
ويؤكد قرار مجلس الأمن أيضاً “الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وتعزيز حمايتهم في قطاع غزة بأكمله، ويكرر مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع”.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزة. كما امتنعت عن التصويت مرتين في السابق، مما سمح للمجلس بتبني قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات لغزة ودعت إلى وقف القتال لفترة طويلة.
كما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين صاغتهما الولايات المتحدة بشأن الصراع، في أكتوبر ويوم الجمعة الماضي.
خلافات نتنياهو بايدن
وألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي رفيع إلى الولايات المتحدة، بعد اتفاق سابق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على إرساله لإجراء محادثات حول الخطط الإسرائيلية بشأن هجوم محتمل على رفح، وذلك رداً على امتناع الولايات المتحدة عن إسقاط قرار في مجلس الأمن تبنى وقف إطلاق نار إنسانياً فورياً في قطاع غزة في شهر رمضان، وإطلاق سراح فورياً وغير مشروط لجميع المحتجزين.
ويوجد خلاف بين بايدن ونتنياهو حول طريقة إدارة إسرائيل للحرب بما في ذلك استهداف المدنيين، وإدخال المساعدات، واليوم التالي للحرب، وهي خلافات تعمقت مع إصرار إسرائيل على اجتياح رفح.
وهاجم الرئيس الأمريكي حكومة نتنياهو أكثر من مرة بشكل علني بسبب المتشددين فيها، ثم دعم دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو، وهو أمر أثار غضب نتنياهو واليمين المتطرف.