يترقب العالم المشهد في مدينة رفح بقطاع غزة، والتي باتت على أعتاب مذبحة كبرى، في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته باجتياح المنطقة، فيما تواصل عدة قوى ضغضها على تل أبيب للتراجع عن الخطوة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيواصل حملته العسكرية ضد حركة حماس في غزة، على الرغم من تحذيرات وكالات إغاثة بأن المجاعة تلوح في الأفق.
وأضاف نتنياهو، في اجتماع لمجلس الوزراء، أن إسرائيل ستتوغل في رفح آخر مكان آمن نسبيا في قطاع غزة الصغير المزدحم بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب رغم الضغوط الدولية على إسرائيل لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال “سنعمل في رفح. سيستغرق هذا عدة أسابيع وسيحدث”، من دون أن يوضح ما إذا كان يقصد أن الهجوم سيستمر لأسابيع أم سيبدأ خلال أسابيع.
وفي وقت لاحق، أوضح نتنياهو، عقب اجتماعه مع المستشار الألماني أولاف شولتز في القدس، أن إسرائيل لن تترك الم ضغوط دولية لمنع الهجوم دنيين محاصرين في رفح عندما تبدأ قواتها هجومها.
ضغوط دولية لمنع الهجوم
وكثف حلفاء إسرائيل الضغوط على نتنياهو حتى لا يهاجم رفح حيث لجأ أكثر من مليون نازح من أجزاء أخرى من القطاع المدمر إلى المأوى دون خطة لحماية المدنيين.
وفي واشنطن، خلال مناسبة بمناسبة عيد القديس باتريك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على الحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن الذين تقودهم حماس إلى وطنهم.
وقال بايدن إن التحرك نحو حل الدولتين هو “السبيل الوحيد للسلام والأمن الدائمين”.
وقال فارادكار إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى، مضيفا: “على الأخص، إنهم يريدون أن يتوقف القصف. يجب أن يتوقف هذا على الجانبين، وأن يتم إعادة الرهائن إلى ديارهم، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية”.
وقال فارادكار إنه يتعين على إسرائيل أن تتراجع عن قرارها “المتهور” بالسماح بالتوغل البري في رفح.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، قال شولتس إنه تحدث مع نتنياهو حول الحاجة إلى تقديم مساعدات إنسانية شاملة لغزة، وقال “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الفلسطينيين وهم يواجهون خطر المجاعة”، مكررا دعوة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات لغزة.
وقالت فون دير لاين، عقب اجتماعها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، “من المهم التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسرعة الآن بما يحرر الرهائن (الإسرائيليين) ويسمح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وفي اجتماع مجلس الوزراء، انتقد نتنياهو حلفائه قائلاً: “هل ذكرياتكم قصيرة إلى هذا الحد؟ هل نسيتم بهذه السرعة يوم 7 أكتوبر، أفظع مذبحة لليهود منذ المحرقة؟ هل أنتم سريعون إلى هذه الدرجة في حرمان إسرائيل من الحق في تدافع عن نفسها ضد وحوش حماس؟”.
وقتل مسلحو حماس 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، مما أدى إلى هجوم واسع النطاق على غزة.
وأدت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 31600 شخص، حسبما تقول السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس.
وتقول وكالات الإغاثة إن الحرب أدت أيضاً إلى نزوح معظم السكان من منازلهم، ودفعت الناس إلى حافة المجاعة.
مقترحات جديدة من حماس
وقدمت حماس اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار في الأسبوع الماضي يتضمن تبادل رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين، ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لبحث الأمر قبل مغادرة الوفد.
وقال نتنياهو بالفعل إن الاقتراح يستند إلى “مطالب غير واقعية”، لكن مسؤولا فلسطينيا مطلعا على جهود الوساطة قال إن فرص التوصل إلى اتفاق تبدو أفضل مع تقديم حماس مزيدا من التفاصيل بشأن صفقة تبادل الأسرى المقترحة.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، “البعض في إسرائيل شعر أن (حماس) حققت بعض التحسن عن موقفها السابق والأمر الآن في يد نتنياهو وحده ليقول ما إذا كان الاتفاق وشيكا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في إشارة واضحة إلى المفاوضات، إن المؤسسة الأمنية “ملتزمة باستنفاد كل الإمكانيات ومستعدة للاستفادة من كل الإمكانية، بما في ذلك الإمكانية الحالية، لإعادة الرهائن إلى أسرهم”.