رغم مرورأكثر من شهرين على الحرب الضارية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة غير أنها فشلت تماما في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها مسبقا، بل وباتت تخشى من هزيمة استراتيجية في القطاع المدمر.
المخاوف لم تعد إسرائيلية فقط، لكنها جاءت من الحليف الأقوى حيث أعلن البنتاجون، على لسان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أنها لا تستبعد “هزيمة استراتيجية” لإسرائيل في غزة.
واعتبر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن حماية المدنيين «مسؤولية أخلاقية» على إسرائيل، بعد ساعات قليلة من تصريحات لنائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، قالت فيها إن عدداً كبيراً للغاية من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا في غزة.
وقال أوستن، خلال كلمة ألقاها في منتدى ريجان للدفاع الوطني، المنعقد هذه الأيام في كاليفورنيا، إن إسرائيل قد تواجه هزيمة استراتيجية في قطاع غزة.
وأضاف الوزير: “في هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فسوف تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية”.
ووفقاً له، لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يكسب المعركة ضد «حماس»، إلا إذا قامت القوات الإسرائيلية بالمهمة الرئيسية المتمثلة في منع مقتل المدنيين، والعمل لحمايتهم في قطاع غزة.
وقال أوستن الذي تعهد بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، باعتبارها “أقرب أصدقائها في العالم”، إنه ضغط على المسؤولين الإسرائيليين لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير.
ضغوط دولية على إسرائيل
ويزيد من احتمالات الهزيمة الإسرائيلية ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، بأن المجتمع الدولي سيجبر إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، إذا استمرت في رفضها الكشف عن تصورها لما سيكون عليه القطاع بعد انتهاء الحرب.
وقال رئيس الوزراء الأسبق، في مقابلة مع القناة 12،: “لن يتم منح إسرائيل الوقت الذي تحتاجه لتدمير حماس، ما لم تؤكد للمجتمع الدولي أنها ستخرج من غزة بعد الحرب، وتقدم صورة واقعية لما بعد الحرب”.
كما تتعرض السلطات الإسرئيلية لضغوط جمة من أسر المحتجزين في غزة، ونقل موقع “واينت” الإسرائيلي عن عائلات المحتجزين أنه منذ أن نشر مطلبها، أكد الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت، من “معسكر الدولة”، فقط من دون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشاركتهما في الاجتماع.
وأوضح أهالي المحتجزين أن “المطالبة بالاجتماع تأتي بعد انتهاء وقف إطلاق النار والعودة إلى القتال، معتبرين أن الوقت ينفد لإنقاذ من بقوا هناك”.
وخلال تجمع ضم الآلاف في وسط تل أبيب، دعت إسرائيليات، أطلقت “حماس” سراحهن في عمليات تبادل سابقة، الحكومة الإسرائيلية للعمل على إطلاق الأسرى المتبقين في غزة.
أعنف قتال في خان يونس
على الصعيد العسكري، قصف الجيش الإسرائيلي المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، فيما قال إنه أعنف قتال منذ أن بدأ اجتياحا بريا للقضاء على حماس قبل خمسة أسابيع.
وقالت إسرائيل إن قواتها مدعومة بطائرات حربية تخوض معارك ضارية في غزة بعد يوم من وصول الجيش إلى قلب خان يونس ومحاصرته للمدينة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إن مقاتليها اشتبكوا مع الجيش الذي ذكر أنه ضرب مئات الأهداف في القطاع بما في ذلك خلية عسكرية قرب مدرسة في الشمال.
ويأتي تصاعد القتال بعد انهيار هدنة بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي.
ومنذ انهيار الهدنة، تنشر إسرائيل خريطة على الإنترنت لإخبار سكان غزة بأجزاء القطاع التي يجب إخلاؤها لتجنب الهجمات، وتم تحديد معالم الحي الشرقي في خان يونس، وهرب العديد من مئات الآلاف من سكانه سيرا على الأقدام.
ويقول سكان غزة إنه لا يوجد مكان آمن، حيث اكتظت البلدات والملاجئ المتبقية بالفعل، وتواصل إسرائيل قصف المناطق التي تطلب من الناس الذهاب إليها.