يترقب العالم المشهد القادم في إيران عقب مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي وانعكاس ذلك على مسار السياسة الإيرانية، خصوصا الخارجية منها، وسط توقعات بأن يبدأ صراعا عنيفا لخلافة علي خامنئي مستقبلا.
ورصدت شبكة DW آراء العديد من ساسة الائتلاف الحاكم في ألمانيا بشأن توقعاتهم المستقبلية، وعقب مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في سقوط مروحية الأحد لا يتوقع ساسة بارزون في الائتلاف الحاكم بألمانيا بزعامة المستشار أولاف شولتس حدوث أي تغير في مسار السياسة الإيرانية.
وقال زعيم حزب الخضر أوميد نوريبور، في تصريحات لمجلة “شبيجل” الألمانية: “كان رئيسي شخصيا مسؤولا عن العديد من الأحكام الظالمة والإعدامات، والآن لن يكون بالمقدور محاكمته. وحتى من دون هذا المتشدد، سيظل النظام عدوانيا”.
بدوره، حذر الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) بيجان جير-ساراي، وهو من أصول إيرانية أيضا، مثل نوريبور، من التوهم بأن إيران ستغير الآن أجندتها الجيوسياسية.
القرارات المحورية بيد خامنئي
وقال في تصريحات للمجلة الألمانية إن وفاة رئيسي لن تغير السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، موضحا أن القرارات المحورية في النظام السياسي الإيراني يتخذها المرشد علي خامنئي، وليس الرئيس.
وقال جير-ساراي في تصريحات أخرى لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية إن التحديات لا تزال كما هي بالنسبة للسياسة الألمانية والأوروبية، وأضاف: “نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة تجاه إيران“، معتبرا أن التركيز على الاتفاق النووي فقط يشكّل خطأ كبيرا، موضحا أنه تم أيضا تجاهل أن الإيرانيين أسسوا بجانب ذلك برنامجهم الصاروخي الخاص وزعزعوا استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ويتفق خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المسشتار شولتس) نيلز شميد مع جير-ساراي ويقول إن “المشكلة الأساسية المتمثلة في افتقار حكم الملالي للشرعية وعدم قدرته على الإصلاح” ظلت “دون تغيير يُذكر” حتى مع وفاة الرئيس.
وقال لصحيفة “راينيشه بوست” إن السنوات القليلة الماضية أظهرت “أن التغييرات داخل النظام الحالي، على سبيل المثال من خلال الانتخابات، غير ممكنة”. ومع ذلك أبدى شميد قناعته بأن التعطش للحرية والرغبة في التغيير الجذري نحو الديمقراطية في إيران “سوف ينتصر في النهاية”.
وفي المقابل، أعرب خبير الشؤون الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر أولريش ليشته، عن أمله الحذر في أن تتمكن القيادة الإيرانية من اتخاذ مسار جديد بعد وفاة المتشدد رئيسي، وقال لـ”شبيجل”: “أمام المرشد الأعلى خامنئي الآن فرصة أخرى لاعتدال سياسة بلاده”.
حروب خلف الكواليس
لكن عدم التغيير هذه لا يعني بقاء الأمور على حالها، فمن الممكن أن تندلع وراء الكواليس “حروب عنيفة” لخلافة مرشد الثورة على خامنئي، كما يتوقع أوميد نوريبور.
وكان رئيسي (63 عاما) أحد تلاميذ خامنئي وارتقى في صفوف نظام الحكم في إيران وكان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المرشح الأبرز لخلافته (85 عاما)، لكن ذلك لم يكن أمرا محسوما في السياسة الإيرانية التي يكتنفها الغموض.
بدوره، يرى خبير شؤون السياسة الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، يورجن هارت أن هناك فرصة ضئيلة للتغيير. وقال هارت: “الكثير من الناس، وليس فقط في إيران، يأملون الآن في التغيير… سيواجه نظام الملالي الذي عفا عليه الزمن مشكلات في إيجاد بديل للرئيس عبر شخص يتمتع بنفس السطوة في غضون فترة قصيرة. لقد اشتعلت الآن الصراعات على قمة السلطة من جديد”.
أما زعيمة حزب اليسار الألماني جانين فيسلر فتقول لصحيفة “راينشه بوست” إن حركة الديمقراطية في إيران تحتاج الآن إلى التضامن والاهتمام الدوليين، وتوضح فيسلر بالقول: “انتظر من الحكومة الألمانية أن تقرر أخيراً فرض حظر دائم على عمليات ترحيل اللاجئين والمهاجرين إلى إيران، بدلاً عن إرسال أكاليل الجنائز إلى طهران”.