فشل مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة في مجلس الأمن، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر، عضو المجلس، في نيويورك .
وفي كلمتها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد،: “نعمل على الإفراج عن الرهائن في غزة بالتعاون مع قطر ومصر”.
وأضافت: “أي عمل يؤديه مجلس الأمن الآن ينبغي أن يساعد المفاوضات الحساسة الجارية بخصوص غزة”.
وأشارت إلى أن “الوقت ليس مناسبا للتصويت على مشروع القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة”.
وتابعت: “نرى رغبة من مجلس الأمن للتحرك بسرعة لكن ليس على حساب تحقيق السلام الدائم بالمنطقة”.
الرفض لم يكن مفاجئا حيث حذّرت الولايات المتحدة، الإثنين، من أنّ النصّ الجزائري “غير مقبول”.
وأكّد نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، أنّ بلاده لا تعتبر أنّ هذا النصّ “سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ”.
ويعتبر الأمريكيّون أنّ هذا النصّ من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وفي هذا السياق، وزّعوا مشروع قرار بديلا اطّلعت عليه وكالة فرانس برس يتحدّث عن “وقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت” على أساس “صيغة” تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
ويُعبّر المشروع الأمريكي أيضًا عن القلق بشأن رفح، ويحذّر من أن “هجوما بريا واسع النطاق يجب ألا يشن في ظل الظروف الحالية”.
وقال مصدر دبلوماسي “في الوضع الراهن، لا يمكن للمشروع أن يمر”، لافتا إلى “مشاكل” عدة تتصل خصوصا بالصيغة التي يتضمنها حول وقف إطلاق النار، إضافة إلى خطر الفيتو الروسي.
وفي كل الأحوال، فإن مشروع القرار الأمريكي “سيثير استياء إسرائيل. فالولايات المتحدة تستخدم مجلس الأمن منصة لإظهار حدود صبرها في مواجهة الحملة الإسرائيلية”، وفق ما قال ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس.
ويشهد مجلس الأمن منذ سنوات انقساما كبيرا بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتمكّن منذ 7 أكتوبر من تبني قرارين فقط حول هذه القضيّة، طابعهما إنساني أساسا.
ونظراً للمخاوف بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي الوشيك في المنطقة المحيطة بمدينة رفح، فقد حظي الاقتراح بتأييد واسع النطاق من قبل أعضاء المجلس المتبقين: فقد صوت 13 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح مشروع القرار، في حي برنامج الأغذية العالمي يوقف عمليات التسليم ن امتنعت بريطانيا العظمى عن التصويت.
برنامج الأغذية العالمي يوقف عمليات التسليم
كما أوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية العاجلة إلى شمال قطاع غزة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن عمليات التسليم ستتوقف حتى تسمح الظروف في المنطقة الفلسطينية التي دمرتها الحرب إلى حد كبير بالتوزيع الآمن.
وقالت وكالة المعونة التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها، إن “قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف، لأننا نعلم أن الوضع هناك سيستمر في التدهور وأن المزيد من الناس معرضون لخطر الموت من الجوع”.
يأتي ذلك فيما قامت منظمة الصحة العالمية بنقل 18 مريضا في حالة خطيرة من مستشفى ناصر المحاصر في خان يونس بقطاع غزة في عملية إنقاذ ثانية، صرح بذلك متحدث باسم جنيف، وقد تم بالفعل نقل 14 شخصًا إلى مستشفيات أخرى يوم الأحد.
وأضاف المتحدث أنه لا توجد كهرباء ولا مياه جارية في المستشفى، المرضى يرقدون في الممرات في الظلام، ويحاول الطاقم المكون من 15 شخصًا إبقاء المرضى المتبقين وعددهم 130 مريضًا على قيد الحياة.
وتم تزويدهم بالمياه والطعام خلال الزيارة المحفوفة بالمخاطر. وقال المتحدث إن الشوارع والمنازل المحيطة بالمستشفى دمرت، تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ بشأن صحة المرضى والموظفين المتبقين.
وقالت وزارة الصحة في غزة فإن ما مجموعه 29195 فلسطينيا قد قتلوا منذ 7 أكتوبر، وأصيب 69170 آخرين في المنطقة الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية.