تنطلق خلال ساعات النسخة الـ28 من المؤتمر الدولي حول المناخ كوب 28 في دبي، وسط حالة من التفاؤل بالوصول إلى تفاهمات حول النقاط الخلافية وفي مقدمتها أزمة تمويل الحد من التغيرات المناخية خاصة بالدول النامية.
ومن المتوقع أن يجمع مؤتمر كوب 28 في دبي عددًا قياسيًا من الشخصيات وهو 80 ألفًا أو أكثر، بحسب الرئاسة الإماراتية للمؤتمر.
وتطرح الرئاسة الإماراتية للمؤتمر أيضا عددا من الأهداف الملموسة على أن يتمّ تحقيقها بحلول عام 2030 بينها زيادة قدرة الطاقات المتجددة في العالم ثلاثة أضعاف، ومضاعفة تحسين كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة إنتاج الهيدروجين..وسيشكل كوب 28 فرصة لإجراء أول “تقييم عالمي” لاتفاق باريس.
المؤتمر يعقد بين 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر 2023 في دبي برعاية الأمم المتحدة، ويضمّ المؤتمر 198 “طرفًا” (197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي) موقعةً على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، وهذه الاتفاقية هي واحدة من ثلاث أُقرت خلال “قمة الأرض” التي عُقدت في ريو دي جانيرو في البرازيل في العام 1992.
تاريخ اجتماعات الكوب
تعقد اجتماعات الكوب منذ 1995 كل عام وفي مدينة مختلفة (باستثناء كوب 26 الذي تأجل للعام التالي بسبب جائحة كوفيد-19)، وتُرقّم المؤتمرات بحسب الترتيب الزمني: فهذا العام يأتي كوب 28 بعد المؤتمر السابق كوب27 الذي عُقد عام 2022 في شرم الشيخ المصرية.
وثمة اجتماعات أخرى تُسمى أيضًا “كوب”، أو مؤتمر الأطراف في اتفاقيات أو معاهدات أخرى للأمم المتحدة، وتُعنى بمسائل أخرى مثل التصحّر أو حماية الأراضي الرطبة. وحده مؤتمر “كوب” حول التنوّع البيولوجي يُعقد كل عامين ونسخته الأخيرة “كوب 15” التي أقيمت في مونتريال بكندا، توصّلت إلى اتفاق عالمي غير مسبوق.
مجريات الأحداث في كوب
يتعين أن تؤدي المناقشات بين قادة العالم إلى بيان ختامي، يقر بالتوافق وليس بالتصويت، ويراعي المصالح والمواقف المختلفة، على أن يهدف في أفضل الأحوال، إلى إحراز تقدم في مكافحة أزمة المناخ.
وطبعت نسخ أخرى من المؤتمر السنوي، التاريخ بشكل أكثر إيجابيةً، بدءا بكوب 21 عام 2015.
وأبرم، خلال هذا المؤتمر، اتفاق باريس الذي كان أول اتفاق يضمّ مجمل الأسرة الدولية وينصّ على حصر الاحترار العالمي “بأقلّ من درجتين مئويّتين” مقارنة بالحرارة التي كانت مسجلة في العالم خلال الفترة التي سبقت الثورة الصناعية، وإذا أمكن بحدود 1,5 درجة مئوية.
وأعلن مؤتمر “كوب 26” في غلاسغو عام 2021، للمرة الأولى “الوقود الأحفوري” و”الفحم” سببًا رئيسيًا للاحترار المناخي. ولكن تحت ضغوط مارستها الهند والصين، دعا بيانه الختامي إلى “تخفيض” استخدام الفحم بدلًا من “التخلي” عنه.
أزمة التمويل الملف الأساسي
يتوقع أن يشكل التمويل كالعادة، محور نقاشات حادة، سواء فيما يخصّ التمويل الذي وعدت به الدول الغنية للمساعدة في عملية التكيّف مع تغير المناخ، أو حول ترتيبات إنشاء صندوق لتمويل “الخسائر والأضرار” التي لحقت بالبلدان الأشدّ فقراً جراء تغير المناخ.
واستبق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انطلاق المؤتمر، بدعوة قوية للمجتمع الدولي إلى كسر ” الدائرة القاتلة ” للاحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطبين، وذلك في فعاليات كوب 28.
وقال جوتيريش “يجب على القادة التحرك للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وحماية الناس من فوضى المناخ، وإنهاء عصر الوقود التقليدي”.
وأضاف أن ذوبان الجليد بسرعة هناك يسهم في ارتفاع منسوب مياه البحر، موضحا أن “الجليد يعكس أشعة الشمس. ومع اختفائه، يتم امتصاص المزيد من الحرارة في الغلاف الجوي للأرض. وهذا يعني المزيد من الحرارة، والتي تعني المزيد من العواصف والفيضانات والحرائق والجفاف في جميع أنحاء العالم. والمزيد من الذوبان. وهو ما يعني، كمية أقل من الجليد والمزيد من زيادة الحرارة”.