تتجه الأنظار بقوة إلى مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، مع حديث إسرائيل عن تأهبها للدخول في “المرحلة التالية” من حربها ضد حماس.
وتحول الاهتمام من أنقاض مدينة غزة إلى مدينة خان يونس في الجنوب، وهي مسقط رأس زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار، كما تقول إسرائيل إنها تمثل مقر قيادة حماس الحقيقي.
يأتي ذلك فيما قالت مصادر إن إسرائيل تدرس اقتراحا يقضي بإطلاق حماس سراح جزء من الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام.
وكجزء من الاقتراح، يمكن أيضا إطلاق سراح عدد، غير محدد، من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين حاليا في السجون الإسرائيلية.
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعرضه لـ”ضغوط شديدة” من الولايات المتحدة وزعماء العالم للموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال: “لقد ضغطوا علينا للموافقة على وقف كامل لإطلاق النار – لقد رفضنا، وقد أوضحت: “لن نوافق إلا على وقف مؤقت لإطلاق النار وفقط مقابل عودة الرهائن لدينا”.
المرحلة التالية من الحرب
بحسب مراقبين تبدو أهداف العملية العسكرية داخل قطاع غزة مشتتة، ولا يمكن الجزم بالخطوات المستقبلية للقوات الإسرائيلية، لكن إسرائيل تواجه اليوم ضغوطا دولية شديدة لاسيما من جانب الحلفاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دعمت تل أبيب في البداية، لكنها تشعر اليوم بالإحراج الشديد، خاصة مع ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين، واقتحام المستشفيات.
وقال نتنياهو: “سوف نصل إليهم.. جميع قادة حماس هم رجال ميتون يمشون”، في إشارة إلى عزمه توسيع العميلة البرية لتشمل مناطق أخرى من القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت: إن “الأماكن التي يمكن أن تتحرك فيها حماس تتقلص، كل من كان في الجانب الغربي من المدينة يفهم ذلك جيدًا – لقد واجهوا بالفعل القوة القاتلة للجيش الإسرائيلي. أولئك الموجودون على الجانب الشرقي يدركون ذلك الليلة وسيفهمونه أكثر في الأيام القليلة المقبلة”.
وأضاف جالانت: “أولئك الذين يتواجدون في جنوب قطاع غزة سيفهمون ذلك قريبا”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، في مقابلة مع “يورونيوز”، إن المقر الحقيقي لحركة حماس يقع في خان يونس. وقال: “هذا هو المكان الذي لديهم فيه القيادة، وهم يختبئون، ولديهم المخابئ، ولديهم مواقع القيادة، ولديهم منصات الإطلاق”، حسب قوله.
وخلال الأيام الأخيرة، أسقطت إسرائيل منشورات في خان يونس – مسقط رأس زعيم حماس يحيى السنوار – تطالب السكان بمغادرة المدينة إلى منطقة آمنة في جنوبي القطاع حيث تتوفر المساعدات الإنسانية.
وانتقل بالفعل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المنطقة الآمنة منذ بدء الحرب.
تصاعد الدعوات إلى هدنة إنسانية
تصاعدت أصوات المطالبين بإعلان وقف مؤقت لإطلاق النار أو هدنة إنسانية في قطاع غزة، حتى من بين أقوى الداعمين للعملية العسكرية الإسرائيلي في القطاع المحاصر.
غير أن إسرائيل لم تعر بالا بتلك الدعوات، القادمة من الشرق والغرب، وقررت المضي قدما في عمليتها العسكرية على أنقاض غزة وجثامين القتلى والجرحى.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، من دون الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس.
وتقدم إسرائيل مبررات واهية ومتناقضة لمخاوفها من إعلان هدنة إنسانية في القطاع، مكتفية بحديث عن هدنة لمدة 4 ساعات فقط للسماح للنازحين بالفرار من شمالي القطاع إلى جنوبه.