شهدت فرنسا العام 2023 محاكمة 10 قاصرين “تحت سن الثامنة عشر” بتهم التورط في التخطيط لأعمال عنف ذات طبيعة إرهابية، بحسب المدعي العام الفرنسي جون فرانسوا ريكار عندما قدم إحصائية جديدة حول التطرف وجرائم الإرهاب في فرنسا، محذرا من تفاقم ظاهرة انخراط الأطفال القصر في الأعمال الإرهابية.
انتشار التطرف وتوجه فئات من الأطفال في فرنسا نحو الأعمال الإرهابية أثار قلق المدعي العام خاصة وأنها ظاهرة جديدة بدأت تتفاقم في البلاد.
وأشار المدعي العام لمكافحة الإرهاب جون فرانسوا ريكار إلى هذه الظاهرة، خلال مقابلة صحفية لإذاعة “أر تي آل الفرنسية”، قائلا “لاحظنا، منذ حوالي ثلاث سنوات، زيادة خطيرة للغاية في ميل الشباب أو القُصَّر للمشاركة في التخطيط لأعمال العنف”.
كما أعرب ريكار عن قلقه من استقطاب المتطرفين لهذه الفئة العمرية الهشة وهي بحسب تقديره ظاهرة جديدة في فرنسا.
استقطاب من الأحياء السكنية
رأى المدعي العام أن معظم الشباب أو الأطفال القصر، الذين ولدوا في فرنسا، لا تتم عملية الاستقطاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي فقط، وإنما أيضاً بصورة مباشرة في الأحياء السكنية أو الوسط العائلي .
وأضاف: “هذا التهديد يثير القلق، لأنه في معظم الأوقات لا يمكن التنبؤ به ويصعب احتوائه”.
من جانبها، نشرت صحيفة لوفيجارو تحقيقا أكدت فيه أنه منذ يناير 2023، أكثر من نصف المتهمين في قضايا إرهابية هم تحت سن 18 عاما، ومنهم تلاميذ في المرحلة الإعدادية والثانوية.
“هذا واقع أصبح مقلقا أكثر من أي وقت مضى على المستويات المجتمعي والقانوني والأمني”، وفق لوفيجارو، فمنذ عام 2012، وعلى الرغم من العقوبات الشديدة المفروضة، يواصل القُصّر والفتيان والفتيات الانخراط في صفوف المتطرفين قبل التورط في التخطيط لمشاريع إرهابية.
كما اتضح منذ يناير، من خلال لوائح الاتهام الموجهة إلى عشرة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا “بما في ذلك اثنان لدورهما غير المباشر في الهجوم الذي وقع في أراس وأدى لقتل مدرس”.
إحباط ثلاث هجمات في 2023
أشارت الصحيفة إلى أن ثلاث خطط لهجمات تم إحباطها منذ بداية عام 2023، وكانت جميعها تتعلق بقصر.
بعد شهر من هجوم أراس، الذي أودى بحياة البروفيسور دومينيك برنارد، الذي ذبحه إرهابي بسكين، لا تزال فرنسا في حالة تأهب “الهجوم الطارئ”، وهو أعلى مستوى في حالات التأهب، وكان المهاجم محمد موجوشكوف يبلغ من العمر 20 عامًا وقت وقوع الحادث.
وأشار جان فرانسوا ريكار إلى أنه “خلال 4 سنوات، تضاعفت الأحكام في قضايا الإرهاب الجهادي أمام محكمة الجنايات، سبع مرات بالمقارنة مع الخمسة والعشرين عاما الماضية”.
لقد تحول الإرهاب اليوم إلى إرهاب جماعي، إذ غادر فرنسا حوالي 1500 شخص إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية اعتبارا من منتصف عام 2010، وهو عدد يفوق مثيله في معظم البلدان الأخرى، باستثناء بلجيكا التي شهدت أعدادا مشابهة لفرنسا.