بدأ العد التنازلي لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف COP28، وتستمر لمدة أسبوعين، وهو المؤتمر الذي يأتي في إطار مواصلة الجهود والمساعي العالمية بغية خفض الانبعاثات الكربونية.
وتجتمع الأطراف، التي وقَّعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي في عام 1992، لتقييم مقدار التقدم الذي تم إحرازه من قبل الدول الأطراف في الاتفاقية، والدفع نحو مزيد من الخُطى الجادة لدعم السير في الاتجاه الصحيح نحو مكافحة التغير المناخي.
ويعتبر مؤتمر الأطرافConference of Parties (COP)، المعروف بمؤتمر المناخ، حدث سنوي تنظمه أي من الدول الأعضاء باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخUNFCCC، والتي تم التوقيع عليها عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ مع حلول عام 1994، وكانت تهدف إلى تقليل خطر التدخل البشري في التسبب بالتغير المناخي، من خلال عدد من التدابير الملزمة للدول الموقعة على الاتفاقية.
ويهدف مؤتمر الأطراف النقاش حول التطورات العالمية في قضية تغير المناخ، والتقدم الذي تم إحرازه للحد من الانبعاثات الكربونية، وفرص تمويل البلدان النامية، وخطوات الابتعاد عن الوقود الإحفوري، وغيرها من قضايا المناخ وتأثيراته السلبية وسبل الحد منها.
ليس من قبيل الرفاهية بحث تلك الملفات، فالتغير المناخي بات أزمة ملحة تؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية.
أبرز تأثيرات التغير المناخي على الحياة اليومية
1 – تأثيرات بيئية: يؤدي التغير المناخي إلى زيادة درجات الحرارة في الأرض وارتفاع مستويات البحار، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، كما يؤثر على النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي ويزيد من انقراض الكائنات الحية.
2 – تغيرات الطقس المتطرفة: يزيد التغير المناخي من حدوث الظواهر الطبيعية المتطرفة مثل العواصف القوية والفيضانات والجفاف والأعاصير، هذه التغيرات الطارئة تهدد السلامة العامة والبنية التحتية والأنظمة الزراعية.
3 – التأثير على الصحة البشرية: يرتبط التغير المناخي بتزايد انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، والتلوث الهوائي، والتغيرات في نمط وانتشار الأمراض، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة.
4 – الآثار الاقتصادية: يؤثر التغير المناخي على القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل الزراعة والصناعة والسياحة ويمكن أن يتسبب في تدهور الإنتاج الزراعي، وتعطيل السلسلة اللوجستية، وتكاليف الإعمار بعد الكوارث الطبيعية.
الأكثر من ذلك أن التغير المناخي يؤثر بشكل كبير كذلك على الصحة العامة ويمثل تحديًا كبيرًا للنظم الصحية في جميع أنحاء العالم.
التأثيرات الرئيسية للتغير المناخي على الصحة
1 – زيادة الأمراض المعدية: يؤدي التغير المناخي إلى تغيرات في انتشار الأمراض المعدية. قد تزيد درجات الحرارة العالية من انتشار الحشرات المحملة للأمراض مثل البعوض المسبب للملاريا والبعوض المسبب لحمى الضنك. كما يمكن أن يؤدي الاضطراب في نمط الأمطار إلى زيادة انتشار الأمراض المعدية المنقولة عن طريق الماء مثل الكوليرا والإسهالات.
2- زيادة التلوث الهوائي: يرتبط التغير المناخي بزيادة تلوث الهواء، حيث يزيد احترار الأرض من تشكل السحب الضبابية وزيادة تركيز العوادم والجزيئات الصغيرة في الهواء، مما يزيد من معدلات الربو وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض القلبية والأوعية الدموية.
3 – تأثيرات الكوارث الطبيعية: قد يزيد التغير المناخي من حدوث الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف القوية والجفاف. تلك الكوارث تؤدي إلى نزوح السكان وتدمير البنية التحتية وانقطاع الخدمات الصحية الأساسية، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الأمراض ونقص الرعاية الصحية.
4 – تأثير الحرارة المرتفعة: يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة بسبب التغير المناخي إلى زيادة حالات الضربات الشمسية والإجهاد الحراري والتعب والتوتر الحراري. هذه الحالات يمكن أن تكون خطيرة وتهدد الحياة، خاصة لدى الأفراد الأكثر عرضة للمخاطر مثل كبار السن والأطفال والأشخاص ذوي الأمراض المزمنة.
ولمواجهة تحديات التغير المناخي على الصحة، يتعين تعزيز التكيف مع التغير المناخي وتعزيز القدرة على التكيف لدى النظم الصحية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والترويج للطاقة المستدامة والممارسات البيئية المستدامة.
أسباب التغير المناخي والحلول المقترحة
والتغير المناخي هو تغير طويل الأمد في نمط الطقس والمناخ في الأرض، ويعود السبب الرئيسي وراء التغير المناخي الحالي إلى زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وخاصة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الصناعات.
وتعتبر مشكلة التغير المناخي مهمة للغاية وتؤثر على العديد من الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، يجب اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز الوعي والتعليم المتعلق بالمسائل المناخية.
فهل ينجح كوب 28 في الخروج بإجراءات فاعلة لحل أزمة التغير المناخي وتفادي تأثيره الكارثي على كوكب الأرض؟.