فجر مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيته موجة تساؤلات حول أسباب الحادث ورجحت بعض النظريات احتمال تورط تل أبيب، فيما نفت إسرائيل تورطها بالأمر تماماً، وقال مسؤول إسرائيلي: “لا علاقة لإسرائيل بوفاة الرئيس الإيراني”، وفق ما نقلت رويترز.
وامتنعت تل أبيب عن التعليق رسميا على الحادث، سواء عبر وزارة الخارجية أو رئاسة الوزراء أو غيرها، فيما يعتقد مسؤولون كبار أن وفاة رئيسي لن يكون لها تأثير كبير على إسرائيل، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
وجرى الكشف عن موقع تحطم المروحية، وسط غياب الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية أمس، فوق منطقة وعرة على الحدود الإيرانية مع أذربيجان.
ورجحت مصادر أن تكون المروحية اصطدمت بأحد الجبال في منطقة تبريز، وسط الضباب الكثيف وسوء الأحوال الجوية، لاسيما بعدما أظهرت الصور الأولية للطائرة احتراقها بشكل شبه كامل.
وإلى جانب الطقس السيئ، رجح البعض إمكانية إغفال أعمال الصيانة، لاسيما أن قطاع النقل الجوي في إيران قد شهد خلال العقد الأخير حوادث عدة، تمثلت في انحراف عدد من الطائرات عن المدرج في أثناء الإقلاع أو الهبوط، وسقوط عدد آخر بعد أن شبت النيران في محركاتها، واصطدام أخرى بقمة سلسلة جبال زاغروس وسط البلاد، إلى جانب الحوادث التي أصابت المروحيات التي تقل المسؤولين.
معاناة الأسطول الجوي المتهالك
تلك الحوادث تأتي بسبب معاناة الأسطول الجوي المتهالك، فضلا عن الخسائر المادية والمعنوية التي أضحى يتكبدها القطاع، جراء تزايد مخاوف وهواجس زبائنه.
كما أجمعت بعض الأوساط الإيرانية على أن العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النقل الجوي تشكل العامل الرئيس في تكرار هذه الحوادث، في حين يرى آخرون أن مخاطر انعدام الرقابة وتهالك الأسطول الجوي لا تقل خطرا.
وكانت المروحية التي تقل إلى جانب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي (63 عاما) الذي تولى سابقا قيادة السلطة القضائية في البلاد ووزير الخارجية عبداللهيان، محافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز، محمد علي الهاشم، و7مرافقين آخرين، تحطمت وسط غابات أرسباران في محيط قرية “أوزي”، بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، وسط ضباب كثيف صعّب إمكانية وصول فرق الإنقاذ إليها.
وكان رئيسي في أذربيجان في وقت مبكر الأحد مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، لافتتاح سد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس.
وجاءت الزيارة على الرغم من العلاقات الباردة بين البلدين، بما في ذلك الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، والعلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعتبرها طهران عدوها الرئيسي في المنطقة.
حرب أو مواجهة واسعة
وتشير التقديرات أن في حالة ضلوع أطراف خارجية بمقتل الرئيس الإيراني رئيسي وتحديداً إسرائيل، فربما إيران سوف لا تروج لهذه الفرضية، كون ذلك يتطلب منها الرد والانجرار إلى حرب أو مواجهة واسعة، وهي لا تريد في هذه المرحلة الانخراط بأي توسع للحرب وهذا ما أثبته في ردها في أعقاب ضرب إسرائيل قنصليتها في سوريا خلال شهر أبريل 2024.