أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية موقفا أكثر صلابة إزاء الهجمات المتصاعدة من جماعة الحوثي المتمردة على السفن التجارية في البحر الأحمر، على خلفية التأثير المباشر على حركة الملاحة في المنطقة وتداعياتها المتوقعة على تدفق السلع وأسعارها.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن إطلاق عملية أمنية متعددة الجنسيات لتأمين التجارة في البحر الأحمر، أطلق عليها عنوان “حارس الازدهار”.
وقال أوستن، من البحرين والتي بها مقر قيادة البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إن الدول المشاركة تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.
وستقوم المجموعة بتسيير دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال أوستن “هذا تحد دولي يتطلب عملا جماعيا، ولذلك أعلن اليوم عن إطلاق عملية حارس الازدهار، وهي مبادرة أمنية جديدة مهمة متعددة الجنسيات”.
وخلال اجتماع عُقد عبر الإنترنت مع وزراء من أكثر من 40 دولة، دعا أوستن الدول الأخرى إلى المساهمة وندد “بأفعال الحوثيين المتهورة”.
وقال أوستن “نحن جميعا هنا لأن العديد من الدول يمكن أن تساهم بشكل مباشر في جهودنا المشتركة للحفاظ على الممرات المائية الاستراتيجية آمنة”.
تعزيز القوات الأمريكية في البحر الأحمر
كان لدى البحرية الأمريكية بالفعل قوة عمل في البحر الأحمر، عززت وجودها في الممر المائي الحيوي، ومن غير الواضح حتى الآن عدد الدول التي سترسل سفنا إضافية أو طائرات دورية بعد إطلاق عملية “حارس الازدهار”.
وباب المندب هو أحد أهم الطرق في العالم لشحن السلع الأولية بحراً، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد القريب، بالإضافة إلى السلع المتجهة شرقاً إلى آسيا، ومنها النفط الروسي.
ويمر نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية عادة عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، لتعبر بعد ذلك أيضا البحر الأحمر قبالة اليمن.
ولكن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة عطلت التجارة البحرية، إذ غيرت شركات شحن مسار السفن لتدور حول أفريقيا بدلا من ذلك، مما زاد التكاليف والتأخيرات التي من المتوقع أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة.
وقال ألبرت جان سوارت، المحلل في بنك “إيه.بي.إن أمرو” لرويترز، إن الشركات التي حولت مسار السفن مجتمعة “تسيطر على نحو نصف سوق شحن الحاويات العالمية”.
المخاوف تدفع أسعار النفط للارتفاع
علقت شركة النفط الكبرى البريطانية “بريتش بتروليوم” كل عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وقالت مجموعة ناقلات النفط “فرونت لاين” إن سفنها ستتجنب المرور عبر الممر المائي، مما يشير إلى توسع الأزمة لتشمل شحنات الطاقة.
وارتفعت أسعار النفط الخام نتيجة هذه المخاوف.
وخلال زيارة لإسرائيل، حمل أوستن إيران المسؤولية المباشرة عن هجمات الحوثيين.
وقال إن “دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف”.
وأضاف “بينما نسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة، تؤجج إيران التوتر من خلال استمرارها في دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية”.
في المقابل، هددت جماعة الحوثي المتمردة بأنها “لن توقف” عملياتها في البحر الأحمر على الرغم من تشكيل الولايات المتحدة هذا التحالف الدولي.
وقال المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة “إكس”: “حتى لو نجحت أمريكا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف”.