رغم المعارك المحتدمة في قطاع غزة، غير أن صفقة ثانية لتبادل الرهائن بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بدأت تلوح في الأفق، بيد أن تفاصيلها تبقى غامضة.
وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكأنه يلمح إلى أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وذلك بعد أن التقى رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مع رئيس وزراء قطر.
في مؤتمر صحفي متلفز بعد يوم من قيام القوات الإسرائيلية بقتل ثلاثة – من أكثر من 100 رهينة تحتجزهم حماس – عن طريق الخطأ، وصف نتنياهو الصراع في غزة بأنه حرب وجود يجب خوضها حتى النصر، على الرغم من الضغوط والتكاليف، وقال إن المنطقة ستكون منزوعة السلاح و تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وقال إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق للإفراج الجزئي عن الرهائن في نوفمبر، معتبر أن “التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء”.
وتحدث نتنياهو بعد أن التقى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أوروبا في وقت متأخر، من مساء الجمعة، بحسب مصدر مطلع على الأمر، وتحولت الأنظار إلى هدنة جديدة محتملة في غزة وسجن وسجن.
وتجنب نتنياهو طرح سؤال حول الاجتماع قائلا إنه لن يكشف معلومات لحماس، وقال إن إسرائيل لديها طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات في محادثات غزة لكنها لن تفعل ذلك.
ووجه أقارب الرهائن مناشدات متعددة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه إلى إبرام اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى بعد ذلك، وأن الجيش اعترف بالقتل “الخطأ” لثلاثة منها في الأراضي الفلسطينية.
إسرائيل أكثر استعدادا لوقف إطلاق النار
قصفت إسرائيل أهدافا في أنحاء قطاع غزة، لكن مصدرين أمنيين مصريين قالا إن المسؤولين الإسرائيليين يبدون الآن أكثر استعدادا للعمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل سجناء فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين تحتجزهم حماس.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الرهائن الثلاثة الذين قتلوا كانوا يحملون علماً أبيض، بحسب تحقيق أولي.
وزادت وفاتهم من الضغوط على نتنياهو لإيجاد طريقة لضمان إطلاق سراح المحتجزين، وبينما كان نتنياهو يتحدث، نظم عدة مئات من الأشخاص احتجاجا في تل أبيب، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها “أخرجوهم من الجحيم”.
على صعيد المواجهات، اندلعت اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي المتوغلة في منطقة السطر الغربي والكتيبة والمحطة وسط خانيونس، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثّف الذي يستهدف مناطق متفرقة من القطاع.
وشنت إسرائيل غارات جديدة على غزة في الوقت الذي يواجه فيه القادة الإسرائيليون، وتواصل طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته قصفها المكثف على مناطق مختلفة في مدينة غزة والشمال، مع تعذر تحديد المواقع المستهدفة، بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات في معظم تلك المناطق.