حركت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوات “الرد السريع”، التابعة للبحرية، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب في غزة إلى صراع إقليمي.
وكانت الوحدة الاستكشافية الـ26 لمشاة البحرية، على متن السفينة الهجومية “يو إس إس باتان” تعمل في مياه الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة.
وتنضم القوة المكوّنة من 2000 من مشاة البحرية والبحارة، إلى السفن الحربية والقوات الأمريكية المتقاربة على إسرائيل في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى توجيه “رسالة ردع” إلى إيران، والحيلولة دون تحول حرب غزة إلى صراع إقليمي.
ما هي قوات “الرد السريع”؟
تتخصص تلك الوحدة البحرية في مهام مثل العمليات البرمائية والاستجابة للأزمات والمساعدة الإنسانية وبعض العمليات الخاصة، وهي بالأساس وحدة عسكرية تعتبر فصيلة قتالية قادرة على الاستجابة السريعة للحالات الطارئة.
تمتلك قوات “الرد السريع” معدات مستعدة للرد على أي نوع من حالات الطوارئ، عادة في غضون عشر دقائق أو أقل، ويمكن وصف قوات “الرد السريع” بوحدة سلاح الفرسان في الجيش الأمريكي.
وتخشى الولايات المتحدة من وجود “خطر كبير” بأن تمتد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي أوسع، رغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس جو بايدن لاحتواء الأزمة وجعلها محصورة في غزة.
ويأتي الخطر الأكبر من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث لا تزال الاشتباكات مع حزب الله مستمرة لكنها تظل حتى الآن في مستوى منخفض.
وتزداد المخاوف من تدخّل أكبر لحزب الله في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً تستعد له منذ أسبوعين على قطاع غزة.
وبحسب مراقبين فإن حزب الله يهدف من خلال تصعيده بشكل أساسي إلى “إبعاد قوات إسرائيلية” عن غزة، وإذا تم ذلك بطريقة ما، فإن أهدافه ستتحقق، لأنهم يريدون جذب ما يكفي من القوات بعيداً عن غزة، بحيث تتم فرملة التقدم في غزة أو إحباطه.
وكذلك الهدف الثاني خلق خوف من حريق إقليمي يدفع الى ضغوط داخل الأمم المتحدة، وربما بدعم من الولايات المتحدة، للدعوة إلى وقف إطلاق نار.
ويأتي التصعيد جنوباً فيما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ أربع سنوات شل قدرة المؤسسات العامة والمرافق على تقديم الخدمات الأساسية، وفي أزمة سياسية متجسدة خصوصا في شغور في الرئاسة وحكومة تصرّف أعمال وضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرارات، ولن يكون لها كلمة بالتأكيد في قرار “السلم والحرب”، كما يقول منتقدوها.
فهل يتوسع الصراع وتحتاج الولايات المتحدة إلى تدخل قوات “الرد السريع” على الأرض أم ستبقى في إطار قوات للردع فقط؟.