تواجه إسرائيل تحديات جمة في قرار الغزو البري لقطاع غزة، فالخطوة أبدا ليست سهلة وتكاد تكون محاطة بالكثير من التعقيدات العسكرية والسياسية معا.
وتحشد إسرائيل عشرات الآلاف من القوات والدبابات والمدفعية على مشارف القطاع، حيث تم استدعاء حوالي 300 ألف جندي احتياطي، إلى جانب قوة دائمة قوامها أكثر من 160 ألف جندي.
ويتوقع أن تكون المواجهات بين الطرفين قاسية، فحماس لديها شبكة من الأنفاق المعقدة، وهي مصدر قوة لها، ويمكن أن تباغت بها القوات الإسرائيلية أثناء قيامها بالعملية.
بيد أن تلك العقبة ليست الوحيدة أمام خطة الاجتياح البري، فثمة عقبات أخرى، لعل أبرزها ملف الأسرى في يد حركة حماس، فهناك 224 أسيرا، وتعتبر القضية أكثر تعقيدا من الاشتباكات السابقة.
فمثل هذه العملية البرية تتطلب الكثير من المعلومات الاستخبارية لتكون دقيقة للغاية، خاصة أن مكانهم مجهول.
وإلى جانب هذا التحدي، هناك مخاوف كبرى من التعرض لضغوط دولية بوقف القتال في ظل توقعات بسقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين، فحتى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، يمكن أن تتراجع عن الدعم حال وقوع ضحايا بأعداد كبيرة في صفوف المدنيين، وهو أمر يكاد يكون حتميا في ظل عملية عسكرية واسعة.
كما تخشى إسرائيل كذلك من اتساع رقعة الحرب وفتح جبهات أخرى للقتال، والحديث عنه بشكل أوضح عن الجبهة الشمالية، ويزيد من تلك المخاوف أن حزب الله اللبناني شن بالفعل هجمات عبر الحدود، كما أعربت فصائل أخرى عن دعمها، وأعلنت منظمة واحدة على الأقل تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن هجمات يومية على القوات الأمريكية في العراق وإيران. سوريا.
كما أعربت طهران نفسها عن دعمها القوي لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، التي انتفضت أيضاً في القدس والضفة الغربية.
على الصعيد السياسي والميداني كذلك، أن خطة الغزو البري، حتى في حال نجاح هدفها الأول بالقضاء على حركة حماس وانتزاع سيطرتها على القطاع، فليس هناك بديل سهل لحكم غزة.
فالسؤال الذي تطرحه وسائل الإعلام العبرية على نطاق واسع هو لمن ستسلم إدارة الأمور في القطاع؟.
أهداف إسرائيل من خطة اجتياح غزة
كشفت تقارير عبرية أن مجلس الحرب الإسرائيلي وضع 5 أهداف ميدانية في قطاع غزة تمثلت في :
– السيطرة العسكرية على المنطقة المتاخمة للمستوطنات بغية وقف إطلاق الصواريخ وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس
– تجريد القطاع بأكمله من السلاح ووضع ترتيبات وآليات لضمان ذلك
– العمل على تشكيل حكومة بديلة في غزة تتولى إدارة القطاع
– إنشاء نظام متكامل للإنذار والحماية على الحدود يوفر الأمن للمستوطنين
– الانسحاب سريعا من غزة بعد تحقيق الأهداف للحد من الخسائر