مسار المصالحة الخليجية.. ماذا نعرف حتى الآن؟
- كان أمير قطر قد تلقى رسالة شفوية صباح أمس الإثنين 4 يناير من أمير الكويت نقلها وزير الخارجية الكويتي. وفي مساء نفس اليوم أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح بأنه تم الاتفاق على فتح الأجواء والحدود بين قطر والمملكة العربية السعودية، على أن يتم تنفيذ القرار مساء نفس اليوم.
- على المستوى الخليجي، رحبت سلطنة عمان بأي جهود تقود في اتجاه إنجاز مصالحة خليجية، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أننا أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا لإعادة اللحمة الخليجية. وصدر بيان عن المملكة العربية السعودية واصفاً القمة الخليجية أنها ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف، وأعلنت قطر على لسان وزير خارجيتها الترحيب بالجهود الكويتية والأمريكية. كما رحب أمين عام مجلس التعاون بقرار فتح الأجواء القطرية السعودية.
- هذه المستجدات جاءت نتيجة مساعي ومشاورات خليجية بقيادة كويتية، ودولية بقيادة أمريكية. كانت الجهود الكويتية قد تصاعدت خلال الشهر الفائت مدعومة برغبة من إدارة ترامب لحل الأزمة قبل دخول الإدارة الجديدة للمكتب البيضاوي. وبالفعل شهد شهر ديسمبر 2020 حركة كويتية أمريكية مكثفة، تجلت في رحلات مكوكية قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وجاريد كوشنر إلى المنطقة، ونقاشات كويتية مستمرة مع الأطراف المعنية.
- كان جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد سافر إلى السعودية وقطر بتاريخ 2 ديسمبر 2020. وهي الرحلة التي كان لها دور هام في مسار عملية الحل المحتمل للازمة. حيث التقى كوشنر أولاً بولي العهد السعودي ثم سافر إلى الدوحة ليلتقي بأمير قطر، إلا أنه أنشأ خلية اتصال مشتركة ومفتوحة قبل سفره إلى الدوحة، بأن ترك إثنين من مساعديه في المملكة العربية السعودية وهما “آفي بيركويتز وآدم بوهلر” حيث قاما بمهمة ضباط الاتصال عبر خط مفتوح بين المسؤولين القطريين والسعوديين أثناء وجوده في الدوحة لضمان استمرار المناقشات والوصول إلى اتفاق أثناء وجوده في قطر.
- كان من المفترض أن يتم عقد القمة الخليجية في البحرين خلال شهر ديسمبر الفائت، إلا أن تغييراً قد تم، مفاده تأجيل موعد القمة نحو شهر، وتغيير مكان انعقادها لتصبح في “العُلا” السعودية. ومن الواضح أن هذا التأجيل لمدة شهر كان منطقياً لمنح الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق وقتاً إضافياً. بالإضافة إلى أن خصوصية هذه القمة تحتم أن تكون في المملكة العربية السعودية، لمكانة المملكة في إقليم الخليج بما منحها مساحة من القبول لدى كافة دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى وجود قبول سعودي بشكل واضح لحل الأزمة على عكس البحرين، وهي كلها أمور إجرائية هامة في مثل هكذا قمة.
- كانت مصر قد أعلنت للمرة الأولى بتاريخ 8 ديسمبر 2020 أنها منفتحة على الجهود الكويتية لحل الأزمة ورأب الصدع العربي. ثم أعلنت للمرة الثانية بتاريخ 31 ديسمبر 2020 أنها تسعى دائماً لدعم الجهود الصادقةللحفاظ على وحدة الصف العربي، مع أهمية صدق النوايا والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
- يترأس قمة “العُلاً” الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور رئيس وزراء دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، وأمير الكويت نواف الأحمد الجابر، وأمير قطر تميم بن حمد، ويترأس وفد سلطنة عمان نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد. بينما يترأس وفد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء. ومن خارج مجلس التعاون يحضر سامح شكري وزير الخارجية المصري، وجاريد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب الذي وصل إلى السعودية أمس وبرفقته “آفي بيركويت” مساعد الرئيس لشؤون المفاوضات الدولية، و”آدم هوك” و”براين هوك” الذي كان قد شغل منصب كبير مستشاري وزير الخارجية ثم الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران