كانت حرب أكتوبر بمثابة الخلاص من سلسلة الهزائم التي مُني بها العرب في 1948، 1956، و1967، وقد مثلت أكبر تهديد وجودي لإسرائيل منذ قيامها. تشير هذه التجربة إلى أهمية الاستخدام الذكي للقوة العسكرية كمكمل أو كدافع لتحقيق السلام العادل عن طريق الوسائل الدبلوماسية، حيث إن الحرب شكلت سياقًا دبلوماسيًا ضمن لمصر انتصارًا نفسيًا وسياسيًا على الإسرائيليين على الرغم من تفوقهم العسكري.[1] ومن ثم، يستعرض هذا المقال استراتيجية مصر الدبلوماسية لفكرة الحرب المحدودة، وكيف تفاعل معها المجتمع الدولي لتحقيق هدف تحرير شبه جزيرة سيناء وإقامة السلام.
في الدبلوماسية والحرب
في كتابه “عن الحرب”، يرى المُنظِّر الحربي البروسي كارل فون كلاوزيفتس أن “الحرب ليست ظاهرة مستقلة بل هي استمرار للسياسة بوسائل مختلفة”، وأن “تأمين السلام هو الاستعداد للحرب”.[2] وبمعني آخر، يقول المفكر السياسي مكيافيللي إن “الحرب فقط عندما تكون ضرورية؛ فالسلاح مباح عند عدم رجاء إلا السلاح”. تأتي أهمية الحروب إذن كحل واقعي للصراعات التي تنشأ في ظل ظروف لا تتيح للطرف المغلوب جلب المنتصر للتفاوض، حيث من شأنها زحزحة مواقف الدول وفرض واقعًا سياسيًا جديدًا. يتفق ذلك مع المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية “Realpolitik“، التي تفترض أن القوة هي الطريقة الأكثر فعالية في الموازنة بين الدول، وأن ميزان القوى هذا يعتبر استراتيجية حكيمة لإدارة عالم غير آمن.[3]
كما أن الحروب يمكن أن تكون شاملة؛ بمعني أنها تسعي لتحرير كامل الأراضي ولا تتوقف إلا بتحقيق كل الأهداف والمصالح المرغوبة، أو محدودة؛ أي أنها استراتيجية ترمي لتحقيق أهداف تدريجية تقديراً لحجم المغامرة والقدرات العسكرية. وفي خضم المعركة وبعدها يكون الطريق ممهداً إلى إحلال السلام باستخدام الدبلوماسية بقنواتها المختلفة من وقف إطلاق النار، وإيقاظ مواقف المجتمع الدولي، مروراً بالتفاوض والتحكيم، وصولاً إلى إجراء معاهدات سلام وإقامة علاقات ثنائية.
تعثر السياسة ووجوب الحرب
جاء خيار الحرب بعد فشل مساعي التفاوض وتعثر الجهود الدبلوماسية لاكتساب مساحات سياسية وإعادة الثقة للجانب المصري. كان الاحتلال الإسرائيلي مستقرًا في سيناء مفعمًا بالتفوق والغرور والهيمنة. فبعد مفاوضات عديدة من جانب مصر مع إدارة الرئيس نيكسون وحكومة جولدا مائير، رأى السادات أن مسار الحرب هو الوسيلة الوحيدة لغاية تحرير الموقف وتحرير الأرض معًا – حتى وإن لم تكن كليةً في بادئ الأمر. ووفقًا لهذا إلى جانب إدراك السادات لقدراته العسكرية المحدودة، بلورت مصر استراتيجية ذكية بأهداف محددة أساسها عبور قناة السويس وإحراز تقدمات وليس تحرير سيناء بالكامل، مع استدعاء دور المجتمع الدولي للوصول إلى الهدف النهائي باسترداد الأرض كاملةً.[4]
وكما تشير التقارير، جاء دور كيسنجر هامًا في دعم هذه النظرية، عندما أوحى لمستشار الأمن القومي المصري حافظ إسماعيل أن مصر المهزومة لا ينبغي أن تبحث عن غنائم المنتصر، بل لابد لها أن تخلق أزمة.[5]
وقبل ذلك، تعثرت الجهود الدبلوماسية عندما تولى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون منصبه. كان نيكسون مقتنعًا بأن المواجهة العربية-الإسرائيلية بشأن مصير الأراضي المحتلة يمكن أن تكون لها عواقب استراتيجية كبيرة على الولايات المتحدة، وتقوض احتمالات الانفراج بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في خضم الحرب الباردة. ومن ثم، في محاولة لكسر الجمود، قام وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز بالتفاوض مع السوفييت حول معايير تسوية الشرق الأوسط، بهدف التوصل إلى اتفاق يمكن لكل قوة عظمى بيعه لعملائها الإقليميين.[6] بحلول ديسمبر 1969، رفض كل من الاتحاد السوفيتي ومصر وإسرائيل ما يسمى بـ “خطة روجرز”، التي دعت الإسرائيليين إلى الانسحاب إلى خطوط الهدنة لعام 1949.
لم تكن خطط روجرز فعالة وأحدثت انقسام داخل إدارة الخارجية الأمريكية بسبب تركيزها على مسألة دور السوفييت في حل الصراع، ولكن استجاب الرئيس السادات للمساعي الأمريكية وقام بعد قمة موسكو مايو 1972-التي تم التجنب فيها مناقشة مسألة الشرق الأوسط عمدًا- بطرد 20000 من الخبراء السوفييت لتخرج مصر من دائرة النفوذ السوفيتي وتصبح حليفة للولايات المتحدة. ومع ذلك، فشلت خطط روجرز الثلاثة التي قدمها وكذلك مقترح السادات للسلام العربي-الإسرائيلي في عام 1971.
وفي فبراير 1973، التقى حافظ إسماعيل بكيسنجر وأبلغه أن مصر ستكون على استعداد لتوقيع اتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل يمكن أن تشمل مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود الدولية وقوات حفظ سلام في مواقع حساسة مثل شرم الشيخ. وفي المقابل رد الإسرائيليون بتردد، ولم يبذلا نيكسون وكيسنجر جهدًا يذكر في هذا الصدد. [7] وبالتالي، لم يكن من المحتمل أن تكون شروط السلام الإسرائيلية مواتية لمصر، ولم يظل أمام السادات إلا أن يستعيد الأرض عن طريق شن الحرب على إسرائيل، التي أجبرتها فيما بعد على التفاوض.
هدف واقعي للحرب المحدودة
ولما كانت الحرب هي الحل، كان الإدراك الصحيح لظروف وقدرات العسكرية للدول المتحاربة من الأهمية بمكان لتقدير الموقف وحدود العمليات القتالية. كانت الأهداف الإستراتيجية للحرب إزالة الجمود السياسي والعسكري وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، ويؤكد السادات في ذلك في مذكراته حينما يقول[8]:
“ينما بدأت أفكر في وضع التخطيط الاستراتيجي للمعركة كان أمامي عدة أشياء أولها الأساس الاستراتيجي الذي أبنى عليه الخطة.. وفى حياة عبد الناصر كنت أقول له على سبيل المبالغة إننا لو أخذنا حتى عشرة سنتيمترات في سيناء ووقفنا فيها لم ننسحب فسوف يتغير الموقف شرقًا وغربًا وكل شيء، خاصة المهانة التي كنا نعيشها نتيجة هزيمة ١٩٦٧ فهذا العبور إلى سيناء والصمود بها سيعيد إلينا ثقتنا بأنفسنا”
إذن، فالهدف كان محدداً وواضحاً حتى لا يتم استنزاف الجيش المصري وإرهاقه في معركة قد تؤدي إلى خسارته. فبالمقارنة نجد أن جيش الاحتلال استمتع بدعم أمريكي لا محدود مقابل علاقات مصرية-سوفيتية كانت قد توترت. ومن ناحية القوة العسكرية، كان التفوق لصالح لجيش الاحتلال، وخصوصًا سلاح الطيران.
ردود الفعل الدولية
ساهمت حرب أكتوبر في إعادة تنظيم الصف العربي، فقد قررت الدول العربية المنتجة للنفط استخدامه كسلاح ضغط عن طريق تعليق الإمدادات للولايات المتحدة، وخفض الإنتاج بنسبة خمسة بالمائة مع التهديد بالحفاظ على نفس معدل التخفيض كل شهر بعد ذلك، حتى تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها خلال يونيو 1967، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.[9]
وعلى الصعيد الدولي، حركت حرب أكتوبر المياه الراكدة وأرغمت المجتمع الدولي على تغيير نهجه في التعاطي مع الموقف. ففي 22 أكتوبر، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 338، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار وأعاد التأكيد على القرار رقم 242 الصادر عام 1967، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967. وعلى جانب أخر ظلت بريطانيا، التي كانت قلقة بشأن إمدادات النفط وإعادة فتح قناة السويس، ملتزمة بحماية اسرائيل، لكنها اعتقدت أن عودة الأراضي المحتلة ضرورية لتحقيق سلام دائم، كما تكشف وثائق الأرشيف الوطني للحكومة للبريطانية.
الدبلوماسية المكوكية “ Shuttle Diplomacy” والصراع العربي-الإسرائيلي
بينما أدت فضيحة ووترغيت إلى عدم قيام الرئيس نيكسون بلعب دور محوري في عميلة السلام، انخرط وزير الخارجية هنري كيسنجر في مساعي “الدبلوماسية المكوكية”، وهو مصطلح تم صكه لوصف في رحلات كيسنجر -الذي شغل منصب وزير الخارجية إلى جانب مستشار الأمن القومي- القصيرة والمختلفة بين عواصم الشرق الأوسط بينما كان يجري المباحثات للتعامل مع تداعيات أكتوبر حرب 1973 والحظر النفطي العربي.
وبعد لقائه لأول مرة مع الرئيس السادات في 6 نوفمبر 1973، أعلنت مصر وحكومة الاحتلال الإسرائيلي نيتهما لبدء المفاوضات والاتفاق حول قوافل يومية من الإمدادات غير العسكرية لمدينة السويس والجيش الثالث المصري المحاصر وتبادل بعض الأسرى.[10] في هذا التوقيت، أوضح السادات أنه أصبح مقتنعًا الآن بأن الولايات المتحدة قد شرعت في سياسة أكثر إيجابية تجاه الدول العربية وأنه يثق في موضوعية ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي الجديد، الذي أشار إليه لاحقًا باسم “صديقي، وشقيقي الدكتور هنري”.[11] “وفي يناير 1974، ساعد كيسنجر في التفاوض على أول اتفاقية لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل في ثمانية أيام، وفي مايو رتب وقف إطلاق نار سوري – إسرائيلي بعد شهر من المفاوضات المكثفة. أمنت دبلوماسية كيسنجر المكوكية صفقة أخيرة في سبتمبر 1975 بإبرام اتفاقية وقف إطلاق النار المصرية – الإسرائيلية الثانية.”[12]
ووفقاً لمركز ويلسون، كانت استراتيجية كيسنجر تعتمد على فصل السياسة المصرية عن السياسة السورية (التي حافظت على موقف عدائي تجاه إسرائيل)، والحصول على اعتراف مصري بحدود إسرائيل في يونيو 1967، وفي هذه العملية عزل سوريا عن مصر وبقية المجتمع الدولي.[13] وعلي الرغم من اعتبارها أساس في حلحلة الصراع، يرصد مركز ويلسون بعض التناقضات التي تضمنتها هذه الدبلوماسية منها على سبيل المثال تصريحات كسينجر لجولدا مائير في 6 مايو 1974 بأنه “هناك إجماع تقريبًا في مجموعتنا [أي فريق التفاوض الأمريكي] على أنه لا ينبغي مطالبة الإسرائيليين بالتخلي عن الجولان. لن تكون هذه مسألة خلافية بين إسرائيل والولايات المتحدة” مقابل تصريحاته إلى الملك فيصل في 9 مايو 1974 بأن “الولايات المتحدة لا تدعم مطالبة إسرائيل بمرتفعات الجولان”.
حرب أكتوبر في سياق الحرب الباردة
كان لحرب أكتوبر تأثير بالغ على مسار الحرب الباردة، فقد اندلعت حرب أكتوبر في ظل سياسة الوفاق الأمريكية السوفيتية U.S.-Soviet détente التي بدأت تتبلور في عام 1971 واتخذت شكلًا واضحاً عندما زار الرئيس نيكسون الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف في موسكو، مايو 1972. تم وضع هذه السياسة تحت الاختبار، فعقدت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مؤتمر سلام في ديسمبر 1973، لكنه لم يكن حاسمًا وسرعان ما تعسرت المفاوضات بسبب المناوشات في ساحة المعركة.
بينما كان الجانب الأمريكي يتغاضى عن الانتهاكات الاسرائيلية، هدد الاتحاد السوفيتي بأخذ خطوات أحادية والتدخل العسكري المباشر إذا لم تلتزم إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار.[14]. فمن جانب، مدت موسكو مصر وسوريا بالأسلحة. ومن جانب أخر، لم ترغب الولايات المتحدة وإدارة نيكسون أن ترى إسرائيل مهزومة. ومن ثم، بدأت الطائرات الأمريكية المحملة بالأسلحة الوصول إلى إسرائيل في 14 أكتوبر، وقامت بوضع قواتها النووية في حالة تأهب عالمية في 25 أكتوبر. كان هذا أقرب نقطة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي منذ أزمة الصواريخ الكوبية.
الطريق إلى السلام
كانت الدبلوماسية عاملاً حاسمًا في إنهاء الحرب، ففي 11 يناير 1974، قابل كسينجر السادات في مدينة أسوان وطار بعد ذلك إلى تل أبيب ليعلن أن الطرفين وافقوا على إطلاق النار. وفي 5 يونيو، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب السوري في جينيف ليكون ذلك الانتهاء الرسمي لحرب أكتوبر بعد 243 من القتال.[15] وبعد انتهاء الحرب، كان خيار السادات اتباع دبلوماسية جريئة ومثيرة للجدل بزيارته للكنيست في 1977 ومباحثات كامب ديفيد 1978 وتوقيع اتفاقية السلام 1979 التي تسببت في المقاطعة العربية لمصر. وفي حين يري البعض أن تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي يشير حتى الآن إلى أن الدبلوماسية المصرية أثبتت نسبياً صواب اتجاهها، فلدى البعض الأخر الكثير من التحفظات التفصيلية على بنود الاتفاقية، وكذلك تُنتقد بأنها أَضْعَفَت مواقف سوريا وفلسطين في استرداد حقوقهم.
خاتمة
كانت استراتيجية السادات فعالة حيث بنيت على أهداف واقعية أخذت مسارات دبلوماسية وعسكرية سواء من جانب تسليح الجيش والتحضير للحرب، وجلب الدعم الدولي والتفاوض من جانب أخر. بعد سنوات قليلة من صمت المدافع، أُعيدت شبه جزيرة سيناء في النهاية -مع التحفظ على مسألة قرية أم الرشراش المصرية- ولكن من خلال الدبلوماسية كامتداد للحرب، تحت الوساطة الأمريكية ومباحثات كامب ديفيد التي يعتبرها البعض من أهم الإنجازات الدبلوماسية خلال فترة الحرب الباردة.[16]
المراجع:
-استفاد هذا المقال من مناقشات ثرية بين المؤلف والباحث السياسي بمكتبة الإسكندرية محمد العربي، فله جزيل الشكر.
[1] Alaraby, M. (2017). Securing Gains: Diplomacy and strategy in the October war 1973 and the second Lebanon War 2006. Unpublished paper.
[2] Clausewitz, C., Howard, M., Paret, P., & Brodie, B. (1984). On war. Princeton, N.J: Princeton University Press.
[3] Antunes, S., & Camisão, I. (2018, February 27). Introducing Realism in International Relations Theory. Retrieved October 09, 2020, from https://www.e-ir.info/2018/02/27/introducing-realism-in-international-relations-theory/
[4] Brooks, R. Shaping Strategy: The Civil-Military Politics of Strategic Assessment. (Princeton, NJ: Princeton University Press, 2008), Ch.4- “Egypt in the 1970s”, pp. 102-142.
[5] Yossef, A. (2014) Sadat as Supreme Commander, Journal of Strategic Studies, 37:4, 532-555, DOI: 10.1080/01402390.2013.845556
[6] Office of the Historian, Foreign Service Institute, United States Department of State. The 1973 Arab-Israeli War. Retrieved October 09, 2020, from: https://history.state.gov/milestones/1969-1976/arab-israeli-war-1973
[7] Ibid.
[8] السادات، م، أ. (1988). البحث عن الذات. المكتب المصري الحديث. القاهرة. ص329.
[9] Al Jazeera. (2017, October 06). The October Arab-Israeli War of 1973: What happened? Retrieved October 09, 2020, from https://www.aljazeera.com/features/2018/10/8/the-october-arab-israeli-war-of-1973-what-happened.
[10] Al Jazeera. Ibid
[11] Tanner, H. (1974, May 31). Kissinger Heads for Home Alter Tribute from Sadat. Retrieved October 09, 2020, from https://www.nytimes.com/1974/05/31/archives/kissinger-heads-for-home-after-tribute-from-sadat-kissinger-heads.html
[12] Shuttle Diplomacy and the Arab-Israeli Dispute, 1974–1975. (n.d.). Retrieved October 25, 2020, from https://history.state.gov/milestones/1969-1976/shuttle-diplomacy
[13] Ostermann, C. (2008, April 22). Scuttle Diplomacy: Henry Kissinger and Arab-Israeli Peacemaking. Retrieved October 25, 2020, from https://www.wilsoncenter.org/event/scuttle-diplomacy-henry-kissinger-and-arab-israeli-peacemaking
[14] Israeli, O. “The 1973 War: Link to Israeli-Egyptian Peace,” Middle East Policy, Vol. XX, No. 4 (Winter 2013), pp. 88-98. http://www.mepc.org/journal/middle-east-policy-archives/1973-war-link-israeli-egyptian-peace
[15] Al Jazeera. Ibid.
[16] Connolly, K. (2013, October 05). Legacy of 1973 Arab-Israeli war reverberates 40 years on. Retrieved October 09, 2020, from https://www.bbc.com/news/world-middle-east-24402464