مقدمة
حزب الله هو حزب سياسي شيعي وجماعة مسلحة مقرها لبنان، حيث عززت أجهزته الأمنية الواسعة، وتنظيمه السياسي، وشبكة الخدمات الاجتماعية سمعته على أنه “دولة داخل دولة”. تأسس الحزب المدعوم من إيران في خضم فوضى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا، مدفوع بمعارضته لإسرائيل ومقاومته للنفوذ الغربي في الشرق الأوسط.
مع تاريخه في تنفيذ هجمات إرهابية عالمية، صُنفت بعض أجنحة حزب الله – وفي بعض الحالات التنظيم بأكمله – على أنه جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى.
في السنوات الأخيرة، أشركت التحالفات طويلة الأمد مع إيران وسوريا الحزب في الحرب الأهلية في سوريا، حيث حوّل دعمه لنظام بشار الأسد حزب الله إلى قوة عسكرية متزايدة الفعالية. ولكن مع الاضطرابات السياسية اللبنانية بسبب السخط الجماهيري من الطبقة الحاكمة، ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، قد يتغير دور حزب الله في المجتمع اللبناني.
كيف نشأ حزب الله؟
ظهر حزب الله خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت خمسة عشر عامًا، والتي اندلعت في عام 1975 عندما وصل السخط المستمر منذ فترة طويلة بشأن الوجود الفلسطيني المسلح الكبير في البلاد إلى نقطة الغليان. وبناء عليه، اتخذت طوائف لبنانية مختلفة مواقف مختلفة من طبيعة التحدي الفلسطيني.
بموجب الاتفاق السياسي لعام 1943، يتم تقسيم السلطة السياسية بين الجماعات الدينية المهيمنة في لبنان – المسلم السني يشغل منصب رئيس الوزراء، والمسيحي الماروني كرئيسًا للبلاد، والمسلم الشيعي رئيسًا للبرلمان.
تطورت التوترات بين هذه الطوائف إلى حرب أهلية حيث أدت عدة عوامل إلى الإخلال بالتوازن الدقيق. ازداد عدد السكان المسلمين السنة مع وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان، بينما شعر المسلمون الشيعة بتهميش متزايد من قبل الأقلية المسيحية الحاكمة.
وسط الاقتتال الداخلي، غزت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان في عام 1978 ومرة أخرى في عام 1982 لطرد المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يستخدمون المنطقة كقاعدة لمهاجمة إسرائيل.
في هذه الأثناء، قامت مجموعة من الشيعة المتأثرين بالحكومة الدينية في إيران – الحكومة الشيعية الرئيسية في المنطقة، والتي وصلت إلى السلطة في عام 1979 – بحمل السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلي. ورأت الأمر فرصة لتوسيع نفوذها في الدول العربية، قدمت إيران وفيلق الحرس الثوري الإسلامي التابع لها الأموال والتدريب للميليشيا الناشئة، التي تبنت اسم حزب الله، أي “الفريق المؤيد من الله”.
اكتسبت سمعة بالتشدد المتطرف بسبب اشتباكاته المتكررة مع الميليشيات الشيعية المتنافسة، مثل حركة أمل، والهجمات على أهداف أجنبية، بما في ذلك التفجير الانتحاري الذي جرى عام 1983 في ثكنات تأوي القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت، والتي شارك فيها أكثر من ثلاثمائة. وبالتالي، حتى أصبح حزب الله رصيدًا حيويًا لإيران، وساهم في سد الانقسامات الشيعية العربية الفارسية عندما أسست طهران وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يصف حزب الله نفسه بأنه حركة مقاومة شيعية، وقد كرّس أيديولوجيته في بيان عام 1985 تعهد فيه بطرد القوى الغربية من لبنان، ودعا إلى تدمير إسرائيل، وتعهد بالولاء للمرشد الأعلى لإيران. كما دعا إلى نظام إسلامي مستوحى من إيران، لكنه شدد على أن الشعب اللبناني يجب أن يتمتع بحرية تقرير المصير.
كيف يعمل النظام الداخلي لحزب الله؟
يترأس حسن نصر الله قيادة حزب الله منذ عام 1992 بعد أن اغتالت إسرائيل مؤسس الجماعة وزعيمها السابق عباس الموسوي. يشرف نصر الله على مجلس الشورى المكون من سبعة أعضاء ومجالسه الفرعية الخمسة: المجلس السياسي، ومجلس الجهاد، ومجلس النواب، والمجلس التنفيذي، والجمعية القضائية. ومن ناحيتها، تقدر وزارة الخارجية الأمريكية أن حزب الله لديه عشرات الآلاف من الأعضاء وأنصار آخرين في جميع أنحاء العالم.
يسيطر الحزب على الكثير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، بما في ذلك أجزاء من بيروت وجنوب لبنان ومنطقة وادي البقاع الشرقي. على الرغم من أن حزب الله يتخذ من لبنان مقراً له، إلا أن بيانه يوضح أن عملياته، خاصة تلك التي تستهدف الولايات المتحدة، لا تقتصر على الحدود الداخلية، حيث ورد في البيان التاسيسي “التهديد الأمريكي ليس محلياً أو مقصوراً على منطقة معينة، وبالتالي، لمواجهة هذا فيجب أن يكون التهديد دوليًا أيضًا”. وقد اتُهمت الجماعة بالتخطيط وارتكاب أعمال إرهابية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، وهناك أدلة على عمليات حزب الله في إفريقيا والأمريكتين وآسيا.
تستمر إيران في دعم حزب الله بالأسلحة وأكثر من 700 مليون دولار سنويًا، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2019. كما يتلقى الحزب أيضًا مئات الملايين من الدولارات من شركات قانونية ومؤسسات إجرامية دولية ومن مواطني الشتات اللبناني.
ما هو دور الحزب في السياسة اللبنانية؟
طوّر حزب الله أذرع سياسية واجتماعية قوية بالإضافة إلى عملياته العسكرية. حيث كان جزءًا أساسيًا من الحكومة اللبنانية منذ عام 1992، عندما تم انتخاب ثمانية من أعضائه لمجلس النواب، وتقلد الحزب مناصب وزارية منذ عام 2005.
وقد منحت الانتخابات الوطنية الأخيرة، في عام 2018، حزب الله ثلاثة عشر مقعدًا من أصل 128 مقعدًا لبنانيًا. وقد حظى في البرلمان بمقاعد أكثر بثلاث مرات من حركة أمل، التي كانت منافسته في السابق لكنها الآن شريك في الائتلاف. وفي عام 2009، أعلن الحزب اندماجه في السياسة السائدة ببيان محدث كان أقل إسلامية من سابقه ودعا إلى “ديمقراطية حقيقية”.
بالإضافة إلى ذلك، يدير حزب الله شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية التي تشمل البنية التحتية ومرافق الرعاية الصحية والمدارس وبرامج الشباب، وكلها كانت مفيدة في حشد الدعم لحزب الله من اللبنانيين الشيعة وغير الشيعة على حد سواء. وجد تقرير صدر عام 2014 عن مركز بيو للأبحاث أن 31٪ من المسيحيين و 9٪ من المسلمين السنة لديهم آراء إيجابية تجاه الحزب.
في نفس الوقت يحتفظ حزب الله بذراعه العسكري. بموجب اتفاق الطائف لعام 1989، الذي توسطت فيه السعودية وسوريا وأنهت الحرب الأهلية في لبنان، كان الحزب هو الميليشيا الوحيدة المسموح لها بالاحتفاظ بسلاحها.
وقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في عام 2017 أن الميليشيا لديها ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل نشط ونحو عشرين ألف احتياطي، مع ترسانة من الأسلحة الصغيرة والدبابات والطائرات المسيرة ومختلف الصواريخ بعيدة المدى.
يقول المحلل والعميد (متقاعد) أساف أوريون، من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إن حزب الله يمتلك “ترسانة مدفعية أكبر مما تتمتع به معظم الدول”، وقد وصفه تقرير عام 2018 من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأنه أحد ” الجهات الفاعلة غير الحكومية الأكثر تسليحًا في العالم”.
وجود حزب الله ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 1559 – الذي تم تبنيه في عام 2004 – والذي دعا جميع الميليشيات اللبنانية إلى حل ونزع سلاحها. يذكر أن قوة الأمم المتحدة في لبنان (UNFIL)، التي تم نشرها لأول مرة في عام 1978 لاستعادة سلطة الحكومة المركزية، لا تزال في البلاد وجزء من تفويضها هو تشجيع حزب الله على نزع سلاحه.
في أكتوبر 2019، رأى حزب الله نفسه هدفاً للاحتجاجات الجماهيرية. ألقى سوء الإدارة الحكومية وسنوات من النمو البطيء على لبنان بواحد من أعلى أعباء الدين العام في العالم، حيث يبلغ 150 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي، وطالب مئات الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين خاب أملهم من الركود الاقتصادي بإزالة ما يرونه النخبة الحاكمة الفاسدة. ودعا المتظاهرون الحكومة، بما في ذلك حزب الله، إلى التنازل عن السلطة لقيادة تكنوقراط جديدة.
امتدت حركة الاحتجاج التي استمرت لأشهر إلى خلفيات دينية، حتى أن الشيعة اللبنانيين انتقدوا حزب الله علانية. وواجه الحزب مزيدا من اللوم في أغسطس 2020، عندما وجدت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة سالم جميل عياش، المنتمي إلى حزب الله، مذنبا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005. حوكم عياش والمتهمون الثلاثة الآخرون الذين تمت تبرئتهم غيابيا. ولا يُعرف مكان وجود الأربعة على الملأ، وقد رفض حزب الله تسليمهم إلى المحكمة.
ما هو موقف الحزب من إسرائيل؟
إسرائيل هي العدو الرئيسي لحزب الله، ويعود تاريخ هذه العداوة إلى احتلال إسرائيل لجنوب لبنان في عام 1978. تم إلقاء اللوم على حزب الله في هجمات على أهداف يهودية وإسرائيلية في الخارج، بما في ذلك تفجير سيارة مفخخة عام 1994 لمركز جالية يهودية في الأرجنتين، مما أسفر عن مقتل خمسة وثمانين شخصًا. وتفجيرات السفارة الإسرائيلية في لندن.
حتى بعد انسحاب إسرائيل رسميًا من جنوب لبنان في عام 2000، استمرت في الاشتباك مع حزب الله، وخاصة في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها. تصاعد الصراع الدوري بين حزب الله والقوات الإسرائيلية إلى حرب استمرت شهرًا في عام 2006، أطلق خلالها حزب الله آلاف الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
لم يدخل حزب الله وإسرائيل بعد إلى حرب شاملة، لكن الحزب كرر التزامه بتدمير دولة إسرائيل في بيانه لعام 2009. في ديسمبر 2018، أعلنت إسرائيل عن اكتشاف كيلومترات من الأنفاق الممتدة من لبنان إلى شمال إسرائيل وزعمت أن حزب الله هو من أنشأها.
هاجم حزب الله إسرائيل بأسلحة متطورة مضادة للسفن والمدرعات، يشتبه مسؤولون غربيون في ان إيران هي من زودته بهذه الأسلحة. وأخبر أوريون مجلس العلاقات الخارجية أن الأسلحة الأكثر دقة التي تقدمها إيران تضمن أن حزب الله سيصبح تهديدًا خطيرًا بشكل متزايد لإسرائيل.
كيف يشارك حزب الله في الحرب الأهلية السورية؟
وجد حزب الله حليفاً مخلصاً له في سوريا التي احتل جيشها معظم لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ظلت الحكومة السورية كقوة حفظ سلام في لبنان حتى طردتها في عام 2005 ثورة الأرز، وهي حركة احتجاجية شعبية ضد الاحتلال الأجنبي.
كان حزب الله قد دفع دون جدوى من أجل بقاء القوات السورية في لبنان، وظل منذ ذلك الحين حليفاً قوياً لنظام الأسد. ويقول خبراء إنه مقابل دعم طهران وحزب الله، تسهل الحكومة السورية نقل الأسلحة من إيران إلى الميليشيات.
أكد حزب الله علناً مشاركته في الحرب الأهلية السورية في عام 2013، وانضم إلى إيران وروسيا في دعم الحكومة السورية ضد الجماعات المتمردة السنية إلى حد كبير. قبل عام 2013، كان الحزب قد أرسل عددًا صغيرًا من المدربين لتقديم المشورة للنظام السوري.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من سبعة آلاف مقاتل من حزب الله قاتلوا في التحالف الموالي للأسد، والذي كان له دور فعال في بقاء النظام، بما في ذلك الفوز في معركة القصير عام 2013، والتي أمنت طريقًا لقوات النظام بين الطرفين في المدن الرئيسية مثل دمشق وحمص. في عام 2019، سحب حزب الله العديد من مقاتليه من سوريا،وعزا القرار إلى النجاح العسكري لنظام الأسد.
ويقول محللون إن تجربة حزب الله في القتال في سوريا ساعدته في أن يصبح قوة عسكرية أقوى، لكنه يواجه شعورا متزايدا في لبنان بأن التركيز على الحرب أدى إلى إهمال الحزب لمصالحه الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، تضاءل دعم حزب الله من المسلمين السنة في لبنان بسبب دعمه لنظام الأسد، والذي يهدد المسلمين السنة بشكل خاص. في السنوات الأخيرة، ارتكب المتطرفون السنة هجمات إرهابية في لبنان، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية في بيروت عام 2015 التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية. كما أثار تورط حزب الله في الحرب استفزاز إسرائيل، التي قصفت أهدافًا في سوريا يُعتقد أنها تزود حزب الله بالأسلحة.
كيف تعاملت الولايات المتحدة والدول الأخرى مع حزب الله؟
يرى صانعو السياسة الأمريكيون حزب الله على أنه تهديد إرهابي عالمي. صنفت الولايات المتحدة حزب الله كمنظمة إرهابية أجنبية في عام 1997، واعتبر العديد من أعضاء حزب الله، بما في ذلك نصر الله، إرهابيين عالميين مُصنفين بشكل خاص، مما يعرضهم لعقوبات أمريكية. قدمت إدارة باراك أوباما المساعدة للجيش اللبناني على أمل تقليص مصداقية حزب الله باعتباره القوة العسكرية الأكثر قدرة في البلاد. ومع ذلك، فإن الجهود الموازية التي يبذلها حزب الله والجيش اللبناني للدفاع عن الحدود السورية من تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين التابعين للقاعدة جعلت الكونجرس يتردد في إرسال المزيد من المساعدات، خوفًا من أن يتمكن حزب الله من الحصول عليها.
في عام 2015، أقر الكونجرس الأمريكي قانون منع التمويل الدولي لحزب الله، والذي يفرض عقوبات على المؤسسات الأجنبية التي تستخدم الحسابات المصرفية الأمريكية لتمويل حزب الله. قام المشرعون بتعديله في 2018 ليشمل أنواعًا إضافية من الأنشطة.
بالإضافة إلى ذلك، عاقبت إدارة دونالد ترامب بعض أعضاء حزب الله في البرلمان، كجزء من حملة “الضغط الأقصى” ضد إيران. في حين تسبب نهج ترامب في تعطيل الاقتصاد الإيراني، يقول المحللون إن الوكلاء الذين يتمتعون بالاكتفاء الذاتي المتزايد يتغلبون على أسوأ العقوبات.
اتخذ الاتحاد الأوروبي مقاربة أقل عدوانية تجاه حزب الله. وصنفت ذراعه العسكري على أنه جماعة إرهابية في عام 2013، بسبب تورطه في تفجير في بلغاريا ودعمه لنظام الأسد، على الرغم من أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تخشى أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض العلاقات مع لبنان والإضرار بالاستقرار في المنطقة. في عام 2014، أنشأت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي، يوروبول، والولايات المتحدة مجموعة مشتركة لمواجهة أنشطة حزب الله الإرهابية في أوروبا.
في السنوات الأخيرة، اتخذت العديد من الدول الأوروبية موقفًا أقوى، حيث اعتبر برلمان المملكة المتحدة حزب الله كله جماعة إرهابية في عام 2019، وتبعته الحكومة الألمانية في عام 2020.
وانتقد حزب الله دول الخليج العربية السنية إلى حد كبير بسبب تحالفاتها مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. إذ يعتبر مجلس التعاون الخليجي – الذي يضم الدول العربية السبع في الخليج العربي، باستثناء العراق – حزب الله منظمة إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، تشارك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في قيادة مركز استهداف تمويل الإرهاب، الذي تم إنشاؤه في عام 2017 لتعطيل تدفق الموارد إلى الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله.
كيف يبدو مستقبل حزب الله؟
يقول الخبراء إن شبكة حزب الله الدولية آخذة في التوسع، لكن الحزب ليس حريصًا على حرب صريحة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مشيرين إلى رده الصامت على غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في بيروت في أغسطس 2019.
وبدلاً من ذلك، يقول بعض المحللين، حزب الله يفضل الاعتماد على العمليات السرية والأنشطة الإرهابية، خاصة إذا كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة ستعلن الحرب مع إيران. ومع ذلك، تتصاعد التوترات: في سبتمبر 2019، هاجم حزب الله قاعدة للجيش الإسرائيلي – أول تبادل جاد لإطلاق النار عبر الحدود منذ أكثر من أربع سنوات. أدى الهجوم بجيش الدفاع الإسرائيلي إلى إجراء محاكاة استمرت أسابيع في مايو 2020 لحرب ضد حزب الله.
من جهة أخرى، ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل أكبر بعد الضربة الجوية الأمريكية في يناير 2020 التي قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن العمليات الخارجية للفيلق. ردا على ذلك، وعد نصر الله أن حزب الله سيهاجم القوات الأمريكية لكنه لن يستهدف المدنيين الأمريكيين.