علقت الإمارات خطط لعقد قمة في أبو ظبي مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية أخرى احتجاجا على محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو استخدام ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد كداعم في حملته الانتخابية. وتعتبر هذه أول أزمة كبيرة بين الإمارات وإسرائيل منذ إعلان التطبيع في أغسطس الماضي. حيث يوجد غضب لدى الإمارات تجاه نتنياهو جراء محاولته توريطهم واستغلالهم في السياسات الداخلية الإسرائيلية.
ما القصة؟
- قبل ثلاثة أسابيع، تحدث نتنياهو عبر الهاتف مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد واقترح عقد حفل توقيع اتفاقية العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية السودانية في أبو ظبي.
- كان الشيخ محمد بن زايد منفتحًا على ذلك، لكنه أراد إشراك إدارة بايدن. وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن المسؤولين الأمريكيين أحبوا الفكرة ووافقوا على إرسال مسؤول كبير للحضور، لكنهم شددوا على أن واشنطن لا ترغب في هذه تدشين القمة إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية.
- كانت الخطة هي عقد القمة في أوائل أبريل، أي بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة. لكن نتنياهو كان لا يزال يريد زيارة أبو ظبي قبيل الانتخابات.
- أدركت القيادة الإماراتية أن نتنياهو كان يبحث فقط عن صورة فوتوغرافية لكنهم لم يرغبوا في إثارة التوترات ووافقوا على استقباله. إلا أنه قد تم تأجيل زيارته الأسبوع الماضي بسبب أزمة بين إسرائيل والأردن.
- واصل نتنياهو الضغط من أجل تحديد موعد جديد للزيارة، مع الإشارة إلى الإمارات في كل تجمع انتخابي ومقابلة تقريبًا. كانت إحدى نقاط الحديث الرئيسية لنتنياهو هي أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وعده باستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل.
بين السطور
- لم يكن هذا غير دقيق تمامًا. حيث أعلنت الإمارات بالفعل أنها تريد الاستثمار في إسرائيل، لكن نتنياهو قدمها علنًا وكأنه يريد أن يقول إن الشيخ محمد بن زايد يمنحه دعماً سياسياً. وقد انزعج الإماراتيون من هذا الأسلوب
- القشة الأخيرة كانت مقابلة أجراها نتنياهو يوم الاثنين الماضي زعم فيها أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد “تطوع” لاستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل. حتى أن نتنياهو زعم أن الشيخ محمد بن زايد أخبره أنه يؤمن بقيادته الاقتصادية. ولذلك قرر الإماراتيون الانتقام
- جاء الرد الأول من الإمارات عبر تصريح لوزير الصناعة سلطان جابر بأن الاستثمار في إسرائيل لا يزال في مرحلة أولية من الدراسات، وأن أي استثمار إماراتي في إسرائيل سيكون له دوافع اقتصادية وليس قائمًا على السياسة.
- جاء الرد الثان من أنور قرقاش الذي يشغل منصب مستشار رئاسي حالياً، مؤكداً على أن نتنياهو يزور الإمارات قبل الانتخابات. وأن الإمارات “لن تشارك في أي عملية انتخابية داخلية في إسرائيل، الآن أو في أي وقت”.
- جاء الرد الثالث بتعليق القمة المزمعة. قالت مصادر مطلعة على الموضوع أن الإمارات أبلغت إدارة بايدن بأنها ستعلق القمة بسبب تصرف نتنياهو.
الخطوة التالية
ستُعقد القمة في وقت ما ولكن بشرط أن تُعقد بعد انتهاء الانتخابات والمرحلة السياسية الحالية في إسرائيل، وعندما ينجح نتنياهو، ذلك إذا بقي في منصبه، كمحاولة لتهدئة الغضب الإماراتي.