قال قادة الجيش الإسرائيلي إن ما يصل إلى 20 صاروخًا أُطلقت على القواعد العسكرية للبلاد من قبل القوات الإيرانية في جنوب سوريا، ولقد اعترض نظام القبة الحديدية الدفاعي في البلاد بعض الصواريخ القادمة.
ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا اسرائيليين في الهجوم. وقال مسؤول من وزارة الدفاع لصحيفة “هآرتس” إن القلق الرئيسي لإسرائيل بشأن الضربة الإيرانية لا يتمثل في إطلاق صواريخ محدود لمرة واحدة على إسرائيل، بل ينصب على الوضع الذي تقابل فيه كل ضربة إسرائيلية في سوريا بضربة إيرانية على إسرائيل.
وقال المسؤول: “يتلخص الوضع اليوم فيمن لديه القدرة على الردع أكثر من الطرف الآخر؟ إن ضرب الصواريخ أو الأنظمة الدفاعية الأخرى هو إجراء تكتيكي، لكن الأهمية الرئيسية لهذه الضربات هي أننا لن نسمح بتغيير القواعد في المنطقة قبل وبعد [أي هجوم إيراني]”.
رُحّب بنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المتنقل باعتباره “عامل تغيير اللعبة” الذي ينقذ الأرواح بدلاً من قتل الأعداء، وباعتباره “قاعدة صاروخية غير عادية محلية الصنع”.
لكن ما هو نظام دفاع القبة الحديدية وما مدى فعاليته؟
ما هو نظام القبة الحديدية؟
القبة الحديدية هو نظام دفاعي جوي تستخدمه إسرائيل لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية وقذائف الهاون التي تُطلق من مسافات تصل إلى 45 ميلاً، لحماية المناطق المدنية التي تقع في مسار هذه القذائف.
كيف يعمل؟
إنه نظام مكون من ثلاث قطع من البطاريات الاعتراضية التي تطلق الصواريخ من السماء. يتتبع الرادار الصاروخ أثناء إطلاقه عبر الحدود إلى داخل إسرائيل، ثم تتنبأ البرامج المتقدمة بمسار الصاروخ. وتُستخدم المعلومات التي توفرها لتوجيه صواريخ تامير الاعتراضية، التي يتم إطلاقها من الأرض لتفجير الصاروخ إلى قطع صغيرة غير ضارة في السماء.
هل تم اختراقه من قبل؟
ظهرت أدلة في عام 2014 على خرق أمني في شركة رافائيل، الشركة التي تصنع صواريخ القبة الحديدية. فيما أكدت الشركة في البداية أنها تعرضت للهجوم ثم نفت ذلك.
لكن خبراء الأمن واثقون من سرقة بعض البيانات من الشركة. في التقرير الذي اطلعت عليه هيئة الإذاعة البريطانية اشارة إلى “بيانات حساسة مأخوذة من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) وأن شبكة الشركة تعرضت للاختراق، حيث تمكن المتسللون من إلغاء تنشيط برامج الأمان وجمع بيانات المصادقة، بما في ذلك كلمات المرور”، وفقًا لتقارير بي بي سي. وأضافت “أن الهجوم نفذ باستخدام أدوات معروف أن مصدرها الصين. ولا يزال من غير الواضح ما المعلومات التي سُرقت وكيف اُخترق النظام، هذا إذا كان قد اُخترقت من الأساس”.
منذ متى تستخدمه إسرائيل؟
اُستخدم هذا النظام الذي بنته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة الإسرائيلية، لأول مرة في مارس 2011 وكان أول تدخل ناجح للنظام في الشهر التالي، عندما اعترضت صاروخ جراد أطلق من غزة. حيث قررت إسرائيل بناء النظام بعدما خاضت حربًا مع حزب الله اللبناني في عام 2006، عندما تساقط 4000 صاروخ على شمال إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 44.
ما هي تكلفة التشغيل؟
كل صاروخ اعتراض يكلف حوالي 95000 دولار. وبسبب التكلفة العالية، عادة ما تستخدم إسرائيل هذا النظام ضد الصواريخ الموجهة للمناطق السكنية فقط، وليس تلك المتجهة إلى أرض مفتوحة. غالبًا ما تتجاوز تكلفة إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الصواريخ تكلفة استخدام القبة الحديدية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قامت بتمويل جزئي للنظام، حيث تعهدت بتقديم 429 مليون دولار للبرنامج.
ما مدى فعالية البرنامج؟
بعد أن اشتبكت إسرائيل مع حماس خلال نوفمبر 2012، زعم المسؤولون الإسرائيليون أن النظام اعترض ما يصل إلى 85 في المائة من الصواريخ التي أطلقت من غزة، على الرغم من التشكيك في هذا الرقم. أشار بعض المحللين في إسرائيل إلى أنه نظرًا لأن معظم الصواريخ غير مرئية للعين المجردة عندما تكون في السماء، فإن ما يظهر للجمهور يمكن أن يكون ببساطة لقطات لصواريخ القبة الحديدية ذاتية التدمير في الجو.
يقول محللون آخرون إنه “لا شك” في أن النظام ناجح. ويقول خبير الدفاع في مجلة تايم، مارك طومسون: إن “قلة الخسائر الإسرائيلية تشير إلى أن القبة الحديدية هي الدرع الصاروخي الأكثر فعالية والأكثر اختبارًا الذي شهده العالم على الإطلاق”.
كم عدد الصواريخ التي نجح هذا النظام في اعتراضها؟
تقول إسرائيل إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا ما يقرب من 1000 صاروخ على أراضيها منذ بدء الأعمال العدائية في 8 يوليو، وأن 87 في المائة منها تم اعتراضها وتدميرها بواسطة القبة الحديدية.
ما هي عيوب نظام القبة الحديدية ؟
بصرف النظر عن خطر الإصابة من الشظايا المتساقطة ، اقترح البعض أن هذا النظام يخلق مخاطر سياسية من خلال منح السياسيين الإسرائيليين إحساسًا بالحصانة، مما يسمح لهم باتباع سياسة “إدارة الصراع” بدلاً من البحث عن سلام دائم. وقد قال مسؤول إسرائيلي كبير سابق لمجلة الإيكونوميست: “لقد غير نظام القبة الحديدية حسابات الساسة الإسرائيليين بطرق لم يفهموها بعد. إنه يسمح لإسرائيل بمقاومة الضغط العام والعسكري الداخلي من أجل انهاء سريع للصراع ومواصلة قصف غزة.”
هل يمكن استخدام هذا النظام في دول أخرى؟
تعاونت شركة رافائيل مع شركة رايثيون الأمريكية لتطوير نظام دفاعي شبيه يُعرف باسم “مقلاع ديفيد”، والذي يهدف إلى إيقاف الصواريخ والقذائف الأخرى التي يتراوح مداها بين 45 و 200 ميل.