نظرًا للحجم الذي تتمتع به، تعتبر البحرية المصرية قوة إقليمية مهمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع ذلك، كانت البحرية المصرية لسنوات عديدة تتكون إلى حد كبير من سفن قديمة ذات قدرات محدودة متبقية من صفقات الأسلحة التاريخية مع الاتحاد السوفيتي والصين. لكن الأمر يتغير بسرعة الآن، وستكون الغواصات الجديدة خطوة أخرى على طريق هذا التغيير
استلمت مصر الغواصة الثالثة الجديدة من طراز Type-209/1400 من ألمانيا في 5 مايوحيث تم الاحتفال بالغواصات الثلاثة في موكب بحري بمنطقة الاستلام.
تنضم الغواصات الثلاثة إلى أسطول يضم الآن حاملتي هليكوبتر كبيرتين من طراز ميسترال تم شراؤها من فرنسا. كما نشرت مصر كلا من طائرات AH-64 Apache التي زودتها بها الولايات المتحدة والسفن الحربية من طراز Ka-52 Nile Crocodile التي زودتها بها روسيا للسفن بشكل متزامن. ويجدر القول أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بتشغيل واستخدام نوعين مختلفين من التسليح. إن تمساح النيل هو إسم مشتق من الطائرة هليكوبتر Ka-50 Hokum الهجومية الشهيرة. يقابل هذه القوة النارية الرائعة فرقاطات حديثة جدًا تم شراؤها من فرنسا.
تعد ألمانيا مورد موثوق للغواصات غير النووية ولاعب مهيمن في مجال تصدير الغواصات. من المثير للاهتمام أن البحرية المصرية اختارت أقدم عائلة غواصات من طراز Type-209 لشرائها، إذ تم بناؤها لأول مرة منذ حوالي 50 عامًا. هذا بدلاً من العرض الرئيسي لغواصات التصدير من طراز Type-214 التي تعرضها ألمانيا. إذ تم تشغيل هذا النموذج بالفعل من قبل القوات البحرية في اليونان وتركيا وهما دولتان قريبتان لمصر. أو أحدث تصميم من نوع Type-218 الذي دخل للتو الخدمة مع عميله الأول، سنغافورة.
مقارنة مع العائلات الأحدث، لا يأتي الطراز الذي أشترته مصر مزودًا بالطاقة الهوائية المستقلة (AIP). إذ كان من شأن ذلك أن يسمح للغواصة بالعمل تحت الماء لفترة أطول، مما يجعل من الصعب اكتشافها. صحيح أنه يمكن تزويد الطراز Type-209 والطراز اليوناني Okeanos (S-118) بالطاقة الهوائية المستقرة، لكنه غير متاح كعرض معياري على هذا النوع، وستحتاج القوارب المصرية إلى إعادة بناء كاملة لدمجها.
من المرجح أن يكون الدافع وراء اختيار مصر لعائلة الغواصة Type-209 هو التكلفة. وعلى الرغم من أن تصميم خط الأساس قديم الطراز، إلا أن تجهيزات هذه الغواصات حديثة تمامًا. كما أن حالة التسليح غاية في التطور، ومن المرجح أن تشمل أحدث طوربيدات وصواريخ مضادة للسفن.
تحل الغواصات الجديدة محل أربعة قطع صينية من طراز Type-033 Romeo Class. ومن الجدير بالذكر أن هذه هي آخر 10 قطع من هذا الطراز قد عملت من قبل، وقد تم تحديثها على نطاق واسع طوال فترة تشغيلها. على الرغم من تراثهم السوفياتي (كان النوع 033 نسخة صينية من Pr.633 الروسية. وكانت مصر قد أدخلت كلا النوعين للخدمة)، فهي مجهزة بصواريخ هاربون المضادة للسفن التي تأتي من الولايات المتحدة.
ستقوم الغواصة Type-209s بعملية دعم القوات البحرية الخاصة المصرية. وسيتم تجهيز القوارب روميو بتسليح خارجي لدعم القوات الخاصة.
ستبقي القطع البحرية المصرية الجديدة مهيمنة في شمال إفريقيا. في الوقت الذي تقوم فيه قوات بحرية أخرى في شمال إفريقيا، ولا سيما الجزائر والمغرب، بتوسيع قدراتها. ورغم ذلك ستظل القوات البحرية المصرية في وضع منافسة وأقرب إلى قدرات التسليح في كل من اليونان، إسرائيل، وتركيا، واليونان، وإيطاليا، وفرنسا التي لديها جميعها قوات بحرية قوية في المنطقة.