كان تراجع تأثير السياسة الخارجية المصرية في الفترة الأخيرة مرتبطاً بتفكك النظام الإقليمي العربي، وصعود نفوذ وتأثير القوى غير العربية في ظل انحسار الدور الأمريكي الذي هيمن على سياسات المنطقة لعقود، بما منح هذه القوى الفرصة لمحاولة فرض مشروعاتها” لسد الفراغ الأمني والاستراتيجي”. وقد ارتبط هذا التراجع بعدم قدرة القاهرة على تطوير أدوات الدبلوماسية والقوة الناعمة للحفاظ على المكانة الإقليمية، بما أدى إلى حالة من الكمون، خصوصاً في ظل حالة عدم الاستقرار بين يناير 2011 ويوليو 2013. إلا أن القاهرة استطاعت في الفترة الأخيرة أن تثبت قدرتها على العودة إلى نطاق تأثيرها العربي والأفريقي والمتوسطي من خلال إعادة تأسيس أدوات القوة السياسية والتأثير بما يخدم مصالحها ودورها.