- نزوح أهالي الوديان، التي تقع بين دمشق ولبنان؛ على وقع الحرب تاركين بلداتهم للصمت والدمار.
- هؤلاء القادمين الجُدد ليسوا هم من نزحوا من هذه البلدات خلال السنوات الماضية، بل هم أناس من عقيدة تختلف عن العائلات السنية المسلمة التي عاشت هنا من قبل. هؤلاء طليعة أُرسلت لإعادة توطين المسلمين الشيعة من سوريا ولبنان والعراق في المناطق التي هجرها أهلها من السنة في سوريا.
- إعادة التوزيع الديمغرافي هذا يُعد حجر الأساس في خطة داعمي الأسد وعلى رأسهم طهران، التي تقضي بإعادة تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تكون فيها طهران قادرة على ممارسة السيطرة المباشرة لتحقيق مصالح أوسع. تضاعف طهران من جهودها في هذا الاتجاه مع بدء نيران المعركة في الخفوت لإدراكها الاختلاف الجوهري بين رؤيتها ورؤية موسكو.
- إيران والنظام السوري لا يريدون أي مجتمعات سكانية سنية في المنطقة بين دمشق وحمص والحدود اللبنانية. سيؤدي هذا إلى تغيير تاريخي في ديموغرافية المنطقة.
- للمضي قُدمًا في هذا المخطط، على إيران أن تسيطر على بلدتي الزبداني ومضايا، اللتان تسيطر عليهما المعارضة. منذ 2015، أصبح مصير البلدتين رهنًا للمفاوضات بين مسؤولين إيرانيين بارزين ومفاوضين من حركة أحرار الشام، الفاعل الرئيسي للمعارضة في المنطقة وأحد أقوى فصائلها بشكل عام.
- تتمحور المفاوضات الجارية في إسطنبول حول مبادلة السكان من القرى الشيعية (الفوعة وكفريا)، التي تقع غرب حلب، والتي تحاصرها المعارضة منذ مدة، في محاولة لربط مصيرها بمصير الأحياء الشرقية في حلب.
- هذة المبادلة السكانية تُمثِّل مجرد اختبار محدود لعمليات تغيير أوسع على طول خط الشمال الغربي حيث معقل العلويين الموالين للأسد وجنوب دمشق
- حصار مضايا والزبداني ورقة الضغط التي تستعملها طهران لمنع المعارضة من السيطرة على الفوعة وكفريا حيث أغلبية السكان من الشيعة. يعتبر حزب الله هذه المنطقة منطقة أمنية بالنسبة له، وامتدادًا طبيعيًا لمناطق سيطرته في لبنان، ولديه أوامر مباشرة من المرشد الأعلى في إيران بالحفاظ عليها بأي ثمن.
- جذبت القرى الأربع اهتمامًا خاصًا من إيران عبر وكيلها المحلي (حزب الله)، الذي حافظ على تفوقه في السيطرة على كل المسافة من وادي البقاع في لبنان حتى ريف دمشق. يقوم الحزب بمهمات حصار مضايا والزبداني ودعم وتأمين العاصمة دمشق، وحتى محاولة اختراق وادي بردي، التي تُعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الروسى
- تشهد داريا، التي نزحت منها بقايا المعارضة باتجاه إدلب، حلول 300 عائلة شيعية عراقية بعد مغادرة سكانها الأصليين تحت بند اتفاق هدنة وقَّعته فصائلها؛ لفك الحصار وإيقاف القصف الوحشي.
- الحسينيات الشيعية في داريا ودمشق أصبحت رمزًا لحضور حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى المدعومة من إيران.
- محيط مسجد السيدة زينب، غرب العاصمة، تم تحصينه بشكل كبير، في حين تسكنه عائلات المقاتلين الشيعة الذين انتقلوا إلى دمشق منذ 2012.
- اشترت طهران كذلك العديد من البيوت في تلك المنطقة في محاولة منها لبناء حزام أمني يؤمِّن المراحل اللاحقة في مشروعها الكبير.
- المسجد الأموي في دمشق تحوَّل إلى منطقة أمنية تُسيطر عليها الميليشيات الإيرانية. مع أن هذه المنطقة سنية بالأساس إلا أنه تم جلب العديد من العائلات الشيعية إلى المنطقة المحيطة بالمسجد لتأمينها.
- لوحظت عمليات إحراق منظمة لمكاتب المساحة والشهر العقاري، التي تحتوي سجلات بملكية الأراضي، يقوم بها النظام في محاولة لتصعيب مهمة إثبات الملكية على المقيمين. تشير التقارير إلى حرق هذه المكاتب في الزبداني وداريا وحمص والقصير.
- تهجير السكان بدأ في 2012، وزاد بشكل كبير في السنوات اللاحقة. والآن معظم السكان رحلوا بالفعل إلى إدلب. هناك مخطط فعلي يقضي بتطهير المناطق بين دمشق وحمص من السنة. مَن يحاول العودة يتم إخباره أن هذا المكان لم يعُد ملكًا لهم بعد الآن.
- يقود هذا الأمر لتشظِّي العائلات، إذ تفقد ارتباطها بالأرض بسبب الترحيل والمنفى، يُعد هذا تقطيعًا لأوصال المجتمع السوري.
- المسألة في سوريا بعد الحرب ستتخطى مسألة مَن يعيش وأين ومتى، ولكنها ستصل للسؤال الأكبر حول من يحدد الشخصية القومية.