تساهم “الشركة العالمية القابضة” الإماراتية IHC” منذ تأسيسها أواخر تسعينيات القرن الماضي، في انتعاشة قوية للاقتصاد الإماراتي عبر توسع عمليات الاستثمار في دول مختلفة. و”الشركة القابضة” هي شركة استثمارية قابضة لها وجود في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل من أجل تعزيز الابتكار والاستدامة وتنمية المجتمع والنمو الاقتصادي في الأسواق التي تعمل بها من خلال عمليات الاستحواذ التكتيكية للشركات. بالتزامن مع رؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030، تتماشى الشركة العالمية القابضة مع خطط التنمية الخمسينية في الإمارات وذلك من خلال التفكير المنهجي والاستعداد للمستقبل والإبداع والمرونة والتحول الرقمي.
كما تعمل الشركة على تنمية قطاعات الأعمال غير النفطية في الإمارات العربية المتحدة. يشمل توسع الشركة وتنويعها الاهتمامات في مجالات الرعاية الصحية والعقارات والزراعة والأغذية والمشروبات والصناعات وتكنولوجيا المعلومات والمجمعات وتجارة التجزئة والترفيه والمرافق ورأس المال. وتضم كذلك المدينة العالمية للخدمات الإنسانية حيث تخلق وتقيم فرص الاستثمار.
تساهم “الشركة العالمية القابضة” الإماراتية IHC” منذ تأسيسها أواخر تسعينيات القرن الماضي، في انتعاشة قوية للاقتصاد الإماراتي عبر توسع عمليات الاستثمار في دول مختلفة
الشركات القابضة كرافعة للتحول الاقتصادي:
رغم الدور القوي للدولة في الاقتصاد المحلي والاستثمار الخارجي، أحرز القطاع الخاص تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حتّى أصبحت بعض الشركات المملوكة للدولة الآن شبه خاصة. العديد من المشاريع الضخمة هي على الأقل في جزء منها شراكات بين القطاعين العام والخاص. خلال العقد الأخير تمّت خصخصة جزئية للعديد من الشركات الحكومية التابعة للدولية القابضة مثل “دبي العالمية” و”جهاز أبو ظبي للاستثمار؛” والشركات الاستثمارية مثل “استثمار” وشركات الطاقة مثل “طاقة.”
شاركت كل هذه الكيانات وغيرها في تحقيق استثمارات رفيعة المستوى عبر عدة دول في المنطقة وخارجها. وهناك بعض الكيانات داخل القابضة لديها أهداف تنمية اقتصادية محلية تعني بتطوير الداخل الإماراتي. مع تداخل العديد من المؤسسات.
تلعب الشركات القابضة دورًا حيويًّا وحساسًا في الوقت نفسه؛ إذ تقود البلاد إلى مرحلة الاستقرار والرخاء الاقتصادي دون الاعتماد على الموارد النفطية، فور إدراك القيادة الإماراتية أنّ الاعتماد على النفط وحده لن يبني اقتصادًا مستدامًا، سارعت إلى توسيع نشاطاتها الاقليمية والدولية.
مؤخرًا، وقعت الشركة العالمية القابضة IHC اتفاقية لاستثمار 2 مليار دولار (7.3 مليار درهم إماراتي) كرأس مال أولي في الشركات الهندية المتعددة الجنسيات التابعة لمجموعة أداني Adani Group، وهو استثمار خاص بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في أبو ظبي، حيث تعمل مجموعة أداني في مجال الطاقة الخضراء والتحول نحو الطاقة النظيفة.
دفع هذا التوسع الكبير “العالمية القابضةIHC” لتحقيق معدلات نمو استثنائية في الإمارات رغم الأزمة الاتجة عن وباء كورونا. كما استطاعت الشركة تحقيق صافي ربح 11.3 مليار درهم إماراتي بنهاية ديسمبر 2021، فيما أعلنت في الوقت نفسه عن سعيها ليصل الرقم إلى 17 مليار درهم بنهاية العام الجاري. حقق إجمالي إيرادات الشركة نموًا بنسبة 303٪ في عام 2021 ليصل إلى 28.3 مليار درهم إماراتي مع نهاية 2021، متجاوزةً الرقم القياسي لإيرادات العام الماضي والبالغ 7 مليارات درهم، ما يعكس نجاح قرارات الشركة بالتركيز على قطاعاتها الحالية وعمليات الاستحواذ الإستراتيجية الجديدة في السوق الاقليمية والعالمية والتي أدت إلى زيادة أصول الشركة إلى 87 مليار درهم بنهاية ديسمبر 2021، زيادة قدرها 520٪ مقارنة بزيادة تبلغ 14 مليار درهم إماراتي في عام 2020.
حقق إجمالي إيرادات الشركة نموًا بنسبة 303٪ في عام 2021 ليصل إلى 28.3 مليار درهم إماراتي مع نهاية 2021، متجاوزةً الرقم القياسي لإيرادات العام الماضي والبالغ 7 مليارات درهم
نحو تحقيق السيادة الغذائية:
تحت مظلة “العالمية القابضةIHC” تتربع السيادة الغذائية على عرش أولويات الإمارات، وتضم عدّة شركات في مجالات الزراعة والإنتاج الداجني والحيواني، وأيضًا إنتاج الأعلاف. من أهم هذه الشركات “الهاشمية” في استصلاح الأراضي وزراعتها، بعد تأسيسها في مصر عام 2004، وانضمّت إلى عائلة القابضة خلال عام 2020. وبالتكامل مع “الهاشمية،” تعمل شركة “التحالف للأمن الغذائي” على إدارة التوريدات وبيع الأعلاف وتقديم كل ما تتطلبة إدارة المزارع من خدمات لوجيستيّة وسلعية. خلال أبريل 2021، قامت الشركة ببناء نظام ري يعمل بالطاقة الشمسية بقيمة إجمالية 1.5 مليون درهم (6.4 مليون جنيه مصري) لزيادة الإنتاج الزراعي الموفر للطاقة في مصر.
قام المشروع، الذي قامت بتصميمه الشركة الهاشمية، والتابع للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ببناء ستة آبار تمتد على مساحة تزيد عن 500 فدان، لاستخدام نظام ري ضوئي للمساعدة على ضخ المياه لأكثر من عشرة الآف فدان من الأراضي المستصلحة في منطقة وادي النطرون الشمالية. وخلال إعلان خطتها الخمسية قبل عام، أكدت إدارة الشركة الهاشمية سعيها لتشغيل ما يزيد عن 80 بئرًا على مدى السنوات الخمس (2021/2026)، لتوليد 75% من إجمالي الطاقة اللازمة من الطاقة الشمسية.
في نفس العام، افتتحت “الشركة العالمية القابضة IHC” منشأة جديدة بقيمة 200 مليون درهم لمعالجة وتخزين وتوزيع ربع المأكولات البحرية المستهلكة في الدخل الإماراتي، تمّ تشغيل أكبر منشأة للمأكولات البحرية في الشرق الأوسط من قبل شركة “أسماك” ASMAK التابعة للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، بهدف دعم الأمن الغذائي محليًأ والمساعدة في تنمية قطاع تربية الأحياء المائية في البلاد. صممت المنشأة لمعالجة 40 ألف طن من المأكولات البحرية سنويًّا، وتتطلع لزيادة السعة إلى 60 ألف طن. فيما يقدّر استهلاك المأكولات البحرية في الإمارات بنحو 270 ألف طن.
جاء هذا المشروع في نفس الوقت الذي تراجعت فيه الأرباح الربع سنوية لـ “أسماك”؛ فقد سجلت في الربع الأول من 2021 2.57 مليون درهم إماراتي، نسبة تراجع بلغت 52.5% عن نفس الفترة من عام 2017 حيث سجلت فيها أرباحًا بلغت 5.73 مليون درهم. بداهذا التراجع كأعراض جانبية لوباء كورونا، سرعان ما تعافت منها الشركة لتعود إلى استثماراتها في الداخل.
تتطلع القابضة من خلال استثماراتها في مجال الزراعة والغذاء والري، إلى تحقيق الأمن والسلامة والاستدامة الغذائية للإمارات، عبر تنويع وتوسيع عمليات الاستحواذ لتحقيق أفضل كفاءة ممكنة على مستوى الإنتاجية، وفي نفس الوقت من خلال استخدام الطاقة البديلة لتحقيق الاستدامة البيئية.
نحو ترسيخ الاستدامة والتنوع:
أطلقت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية شركة فرعية باسم “بورصة تعافي البلاستيك” Rebound Plastic Exchange، في يناير الماضي، والتي تمّ إنشاؤها كحل مبتكر يهدف إلى تقليل التلوث البلاستيكي في العالم. تهدف الدولية القابضة خلق منصة تداول عالمية مضمونة الجودة تركز على المواد الأولية البلاستيكية، مما يسمح لكل من المشترين والبائعين بتداول البلاستيك المعاد تدويره. في منتصف العام الحالي، ستفتح البورصة أبوابها للتداول، يأتي معها فرص عمل عالمية تقدر بـ56 مليار درهم.
تدرك “العالمية القابضة IHC” أهمية المعالجة البيئية في عملياتها ونشاطاتها. لذا تقوم الشركة الفرعية غذاء Ghitha، بتنفيذ وصيانة نظام الصحة المهنية والسلامة والبيئة، بهدف الحد من بصمتنا البيئية من خلال ممارسات تمنع التلوث. كما تتبع شركة العجبان للدواجن سياستها البيئية الخاصة لضمان سلامة عملياتها الحساسة بيئيًّا؛ حيث يتم تفتيش الأنشطة الزراعية في الشركة ومراجعة حساباتها بانتظام من قِبل خبراء استشاريين خارجيين لضمان تحقيق متطلبات هيئة البيئة في أبو ظبي.
كما تجري عمليات تدقيق بيئي تنفذها شركة استشارية مستقلة بصورة دورية لتفتيش موقع المزرعة والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك تقييم تلوث الهواء، وتخزين الأدوية والنفايات الطبية، ومعالجة مياه الفضلات، والتخلص من النفايات الصلبة بالإضافة للتخلص من الحيوانات النافقة.
كما تتطلع الشركة إلى الحفاظ على نظافة المجاري المائية عبر معالجة النفايات التشغيلية، وترشيد استهلاك المياه. وتسعى إلى إيجاد حلول مستدامة لإستهلاك المياه للحد من تأثير أعمال الشركة على البيئة. في عام 2020، ارتفع استهلاك المياه من قطاعات الأغذية التابع للشركة العالمية القابضة بنسبة %8 عن العام السابق.
كماً ازدادت أيضا كثافة استهالك المياه بنسبة %12 من 2019وذلك وفقًا لتقرير الإدارة السنوي لعام 2020. أيضًا سجلت الشركة زيادة في صافي الربح بنسبة 284% في السنة المالية 2021، وبلغ صافي ربح الشركات التابعة للمجموعة 11.57 مليار درهم إماراتي مقارنة بـ3 مليار درهم في العام الماضي، فيما بلغ الربح التشغيلي للسنة المالية 21.79 مليار درهم، وسجلت الشرمة إيرادات استثمارات وإيرادات أخرى بقيمة 3.27 مليار درهم.
تتطلع القابضة من خلال استثماراتها في مجال الزراعة والغذاء والري، إلى تحقيق الأمن والسلامة والاستدامة الغذائية للإمارات، عبر تنويع وتوسيع عمليات الاستحواذ
معادلة النمو الاقتصادي:
تهدف الشركة إلى دفع عجلة النمو وخلق قيمة إضافية عن طريق التنوع ودمج الشركات لتحقيق معدلات نمو اقتصادي عالية. وهو ما حدث بالفعل حيث تصدرت الإمارات معدلات نمو مرتفعة على الصعيد العربي، فيما استمرت العديد من الدول عالقة في تبعات أزمة كورونا. خلال عمليات الاستحواذ الأكبر في تاريخ الشركة، اندرجت الشركات التي استحوذت عليها المجموعة ضمن ستة قطاعات رئيسة هي: الأغذية والمشروبات التوزيع، العقارات البناء، المرافق، الصناعات والمواد والخدمات، الأنشطة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ورأس المال.
تحسن الأداء الاقتصادي للشركة عبر أعوام عديدة، تكشف عنه الأهداف واستراتيجية عملها التي تعتمد على صفقات استحواذ استراتيجية والسعي نحو تحسين ظروف العاملين، والاستمرار لزيادة كفاءة التكاليف وصولًا للحد الأقصى من خلال التكامل في التشغيل.
أيضًا تمكنت الشركات الفرعية التابعة للعالمية القابضة من المساهمة بشكل كبير في تنمية وتنويع البيئة الاقتصادية في الإمارات، مثل تحقيق معدلات إنتاج غير مسبوقة عام 2020 لشركة دواجن العجبان بعد إنتاج 8 ملايين طائر، واستحواذها على 37% من سوق البيض ما جعلها أكبر مستحوذ في هذا القطاع داخل الإمارات، وعلى صعيد الاستثمار الرياضي، استكملت شركة بالمز الرياضية أحد الشركات التابعة للقابضة ما يزيد على 116000 تدريبًأ اسبوعيا، وقدمت أكبر من 36 ألف حزام في رياضة Jujutsu، بالإضافة لإقامة خمس فاعليات لمحاربي الإمارات.
تمكنت الشركات الفرعية التابعة للعالمية القابضة من المساهمة بشكل كبير في تنمية وتنويع البيئة الاقتصادية في الإمارات، مثل تحقيق معدلات إنتاج غير مسبوقة عام 2020 لشركة دواجن العجبان بعد إنتاج 8 ملايين طائر، واستحواذها على 37% من سوق البيض
رغم الصعوبات التي شهدها العالم عام 2020 على خلفية آثار وباء كورونا، حاولت “العالمية القابضةIHC” تقديم الدعم على عدة أصعدة وأشكال مختلفة؛ حيث ساهمت مجموعة التزام التابعة للقابضة، في تقديم منح بشكل أسبوعي للمواطنين العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة. كما قدمت المساعدة في مجال الإدارة المالية إلى مؤسستين تعليميتين غير ربحيتين، شاركت “مجموعة التزام” كراع ذهبي لقمة “سيتي سكيب العقارية 2020” وهي نسخة استثنائية من المعرض العقاري السنوي “سيتي سكيب.” وقد هدف هذا الحدث إلى توفير منصة تجمع المستثمرين والمطورين العقاريين والمحللين والمختصين الحكوميين والقانونيين والاستشاريين والمهندسين المعماريين لمناقشة التحديات التي يواجهها القطاع والتعاون على بدء حقبة جديدة من الازدهار والنمو في القطاع العقاري ضمن بيئة آمنة وسليمة.