حذر أحد كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة من أن المملكة المتحدة تواجه مستوى “متصاعدا” من التهديد الإرهابي مع تمكن أطفال تصل أعمارهم إلى 10 سنوات من الوصول إلى مواد متطرفة عبر الإنترنت.
وأكدت نائبة مفوض الشرطة المساعد فيكي إيفانز، منسقة الشرطة الوطنية لمكافحة الإرهاب، أن هناك زيادة سريعة في عدد المشتبه بهم في الإرهاب الذين أصبحوا متطرفين، والشباب يتأثرون بالمحتوى المتطرف عبر الإنترنت – وبعضهم قد يرتكب “أعمالاً خطيرة”.
وتمكنت الشرطة وأجهزة الأمن من إحباط 43 مخططا إرهابيا في مراحله الأخيرة منذ عام 2017، ثلاثة منها كانت في العام 2023، فمستوى التهديد الإرهابي الرسمي في المملكة المتحدة كبير، وهذا يعني أن محاولة الهجوم محتملة.
وشرطة مكافحة الإرهاب هي شبكة وطنية تضم خدمات الشرطة في المملكة المتحدة تأسست لمنع الإرهاب والتحقيق فيه.
مواد متطرفة عبر الإنترنت
وحذرت مساعد مدير شرطة العاصمة البريطانية إيفانز، في حديثها في سكوتلاند يارد بعد توليها منصبها العام 2024، من أن سجلات البحث التي كانت تراجعها أظهرت “موادا متطرفة” يمكن الوصول إليها “بسهولة عبر الإنترنت”.
وقالت إن هذا يشمل المحتوى العنيف والمعادي والعنصري، فضلاً عن المواد المتطرفة، والمواد المتعلقة بالتطرف والإرهاب في المؤسسات التعليمية.
وكان هذا “المزيج المتنوع من التطرف” يقترن في بعض الأحيان بالمواد الإرهابية، مع وجود تهديد مستمر من جانب “الإرهابيين الذين بدأوا بأنفسهم” والذين تحولوا إلى التطرف عبر الإنترنت.
وأضافت أن “هذا النوع من الاهتمامات الغريبة بالعنف والآراء المتطرفة التي نراها أصبحت شائعة بشكل متزايد”.
مسؤولية شركات التكنولوجيا
وصرحت لشبكى بي بي سي أن “شركات التكنولوجيا لديها مسؤولية مساعدة شرطة مكافحة الإرهاب بخصوص ما هو متاح من إمكانية الوصول إلى هذا النوع من المواد”، وقالت إن الأمر يتطلب “نهجا شاملا للنظام بأكمله”.
“لدينا بعض النقاط حيث لا يمكننا ترك النشاط والمجموعات دون مراقبة، ونحن بحاجة إلى الاستمرار في الحفاظ على تركيزنا عليها لإبقاء التهديد تحت السيطرة”، وقالت مساعد المدعي العام إيفانز إن من بين الهجمات الإرهابية الثلاثة التي خطط لها الضباط والتي أوقفوها في المرحلة الأخيرة من التخطيط خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، كانت اثنتان منها مؤامرات إرهابية وواحدة من اليمين المتطرف.
وأوضحت أن المحققين لم يتوقعوا “حجم ووتيرة” النشاط الذي شاهدوه.
وأضافت إيفانز أن أكبر القضايا التي تعاملت معها شرطة مكافحة الإرهاب كانت تتعلق بالتطرف الإسلاموي، وأضافت أن سقوط النظام في سوريا كان بمثابة مصدر قلق بالنسبة لرجال مكافحة الإرهاب.
وأضافت “يخبرنا التاريخ أن عدم الاستقرار يخلق مساحة للتطرف والعنف وأعمال الإرهاب”.
وحذرت من أن المنظمات مثل داعش “تستغل الفوضى”، وأضافت أن التعبير عن الدعم للجماعة التي أطاحت بالنظام السوري – هيئة تحرير الشام – لا يزال يعد جريمة جنائية في هذا البلد، لأنها جماعة محظورة.