تستضيف ألمانيا نحو مليون سوري، وأعاد سقوط نظام بشار الأسد فتح النقاش حول إعادة اللاجئين لبلادهم.
وترفض الحكومة الألمانية التسرع في اتخاذ أي قرار، محذرة من تداعيات ترحيلهم على سوق العمل، داعية تركيا وإسرائيل لعدم تهديد الانتقال السلمي للسلطة في سوريا.وقالت وزيرة خارجية المانيا، أنالينا بيربوك: “إذا أردنا سوريا مسالمة، فيجب ألا تكون سلامة أراضي البلاد موضع تهديد، ويجب ألا تهدد الدول المجاورة، مثل تركيا وإسرائيل اللتين تثبّتان مصالحهما الأمنية، هذا المسار السياسي من خلال أفعالهما. يجب ألا تصبح سوريا مرة أخرى لعبة في يد قوى أو دول أجنبية”، وفق DW.
وأكدت بيربوك أن برلين تريد، وبالتعاون الوثيق مع شركائها، تعزيز التطورات الإيجابية في سوريا ومنع أي تأثيرات سلبية.
انتقادات لدعوات إعادة اللاجئين
وانتقدت بيربوك دعوات اليمين المتطرف والمحافظين في بلادها لإعادة اللاجئين الذين استقروا في ألمانيا وأوروبا، إلى سوريا فور سقوط بشار الأسد.
واعتبرت أنه من “الغريب” أن الذين دعوا قبل أسابيع إلى تطبيع العلاقات مع الأسد لتسهيل ترحيل السوريين من ألمانيا “يدركون بعد مرور 48 ساعة فقط أنه يمكن للجميع العودة إلى ديارهم”، مؤكدة أن “هذا ما يثبت بوضوح الافتقار إلى الواقعية بشأن الوضع في الشرق الأوسط”.
قطاع الصحة الألماني
وفي خضم الحملة للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 فبراير، اقترح أحد زعماء المعارضة الألمانية المحافظة ينس شبان استئجار طائرات وتخصيص مبلغ قدره ألف يورو لكل من يريد العودة إلى سوريا.
وبدورها، حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر من تداعيات الإعادة المتسرعة للاجئين السوريين على سوق العمل الألماني.
وفي أعقاب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الألماني، قالت فيزر في برلين: “ستتعطل مجالات كاملة في قطاع الصحة إذا غادر جميع السوريين الذين يعملون في البلاد الآن”.
وأوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: “ما يهمنا هو أن نقدم للسوريين الذين يعيشون هنا، ولديهم وظائف، واندمجوا في المجتمع، ولم يرتكبوا جرائم، وأطفالهم يذهبون إلى المدارس، فرصة البقاء والتواجد من أجل اقتصادنا”.
وكان وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ (أيضا من الحزب الاشتراكي) قد أدلى بتصريحات مشابهة لتصريحات فيزر، وأشار على منصة “إكس” إلى أن أكثر من 6000 طبيب سوري يعملون حالياً في ألمانيا، لافتاً إلى أنهم مندمجون بشكل كامل في المجتمع الألماني وأنه لا غنى عنهم في تقديم الرعاية الصحية.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قرر تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من أشخاص من سوريا مؤقتاً بسبب التطورات الديناميكية، ومع ذلك، يمكن للوافدين الجدد تقديم طلبات لجوء، حسبما صرحت وزيرة الداخلية.
وتستضيف ألمانيا نحو مليون سوري، وهو العدد الأكبر في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
وأعاد سقوط الأسد فتح النقاش بشأن إعادة اللاجئين إلى ديارهم.
وأكدت فيزر أنه ليس من الممكن بعد إجراءُ تقييم موثوق للوضع في سوريا بعد أيام قليلة من التغيير المفاجئ الذي حدث هناك.