تسعى كييف للحصول على دعوة لعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل تسلم دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، وسط انقسامات داخل الحلف وتحفظات من واشنطن وبرلين. وطالب الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي بضمانات أمنية وأسلحة أساسية، فيما يركز الناتو على تسليح أوكرانيا لمواجهة التصعيد الروسي.
تعرف على تفاصيل الجهود الأوكرانية والتحديات أمام انضمامها إلى الحلف.
جددت أوكرانيا مطالبتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واصفة ذلك بأنه “الضمانة الحقيقية الوحيدة” لأمنها، في وقت يتجمع فيه وزراء خارجية الناتو وسط تصاعد ضغوط كييف للحصول على دعوة للعضوية قبل تسلم دونالد ترامب منصبه رئيسا للولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب أكد عزمه السعي لاتفاق سريع ينهي الحرب الروسية، مما دفع كييف إلى تكثيف جهودها لتعزيز موقفها قبل تنصيبه في يناير 2025.
وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن كييف تحتاج إلى ضمانات أمنية وإمدادات أسلحة رئيسية كشرط أساسي قبل بحث وقف القتال.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، إن “العضوية الكاملة لأوكرانيا في الناتو هي الضمانة الوحيدة للأمن والرادع لأي عدوان روسي مستقبلي”.
وأعرب زيلينسكي عن أمله في أن يوصي وزراء خارجية الناتو المجتمعون في بروكسل مع نظيره الأوكراني أندري سيبيغا بإصدار دعوة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف. لكنه أضاف: “لا أوهام لدينا. هناك بلدان مشككة”.
انقسام داخل الناتو
لا تزال الولايات المتحدة وألمانيا تعارضان انضمام أوكرانيا للناتو خشية التصعيد مع روسيا. ومع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، تأمل كييف أن يتمكن وزيرا خارجيتهما من التحرك بحرية أكبر لدعم طموحاتها.
في الوقت ذاته، أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن إدارة بايدن ليست مستعدة لدعم دعوة أوكرانيا للانضمام، متوقعين أن يعارض ترامب أي عرض بهذا الشأن. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي خطوات لضم أوكرانيا إلى الحلف.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “قرارا محتملا من هذا القبيل غير مقبول بالنسبة لنا نظرا إلى أن الأمر سيشكل تهديدا لنا”.
بدوره، رفض الأمين العام للناتو مارك روته الحديث عن عضوية أوكرانيا المحتملة أو تأثيرها على جهود السلام، مؤكدا أن الأولوية الآن هي تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة. وأوضح قائلا: “دعونا نركز على ضمان امتلاك أوكرانيا ما تحتاجه لتكون في موقف قوة عند بدء محادثات السلام”.
مخاوف تقليص المساعدات
مع مخاوف من تقليص ترامب المساعدات العسكرية عند عودته للبيت الأبيض، تحاول كييف تأمين أكبر قدر من الدعم من إدارة بايدن الحالية. وأعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 725 مليون دولار.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني سيبيغا بلدان الناتو إلى إرسال 20 نظام دفاع جوي إضافيا للتصدي للهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة. وأكد خلال اجتماع الناتو في بروكسل أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى أنظمة “هوك” و”سام” النرويجية المتقدمة.
ودعت كييف أيضا للحصول على أنظمة دفاع صاروخي متطورة، مثل “ثاد” و”آرو”، لكن دبلوماسيين يشككون في سرعة استجابة واشنطن لهذا الطلب، مشيرين إلى التأخير الذي واجهته موافقة بايدن على تزويد أوكرانيا بنظام “باتريوت” الأقل تطورا.
وتستمر أوكرانيا في الضغط دبلوماسيا للحصول على الدعم، بينما تسعى لتعزيز موقعها عسكريا في مواجهة الهجمات الروسية المتصاعدة.