تحمل خطة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، في جعبتها المزيد من التفاصيل، لعل أبرزها إنشاء منطقة عازلة بين القوات الروسية والأوكرانية، لكن ذلك لن يشمل إرسال قوات أمريكية إلى تلك المنطقة.
وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، كان ترامب يقترح إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد لمسافة 800 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني بهدف إنهاء الحرب بسرعة.
كما تنص الخطة على تجميد الوضع العسكري الحالي، مع التزام كييف بتأجيل طموحاتها للانضمام إلى حلف الناتو لمدة تصل إلى عشرين عاما، بينما تعهدت واشنطن بتزويد أوكرانيا بأسلحة لردع أي عدوان روسي مستقبلي.
لكن الصحيفة أوضحت أن الولايات المتحدة لن تشارك في إرسال قوات إلى المنطقة العازلة، ولن تتحمل تكلفة تنفيذ الخطة، وفقًا لمصادر من فريق ترامب.
تحديات كبيرة مع الكونجرس
من جانبه، قال ماثيو سافيل، مدير قسم العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن (RUSI)، إن ترامب سيواجه تحديات كبيرة مع الكونجرس الأمريكي، مشيرا إلى أن هناك شكوكًا كبيرة حول دعم أوكرانيا تنتاب الكثير من الجمهوريين، مع تركيز عام للسياسة الأمريكية على الصين.
وأضاف أن “روسيا ستعتبر هذا حافزًا لمواصلة استغلال تفوقها العددي”، وفي هذا السياق، أشار سافيل إلى أن “أوروبا وحلف الناتو يجب أن يفكروا في تحمل مزيد من العبء”، متوقعا أن يسمح الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأشهر الأخيرة من ولايته باستخدام الأموال المتبقية لدعم أوكرانيا ضمن برنامج سحب الرئاسة.
وأشار ترامب في عدة مناسبات إلى أنه قادر على إنهاء الحرب في غضون يوم واحد، مما يسلط الضوء على طريقة تعامله مع الصراع الذي بدأه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة في ظل تردده في تقديم الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستسلم أوكرانيا المساعدات العسكرية المتبقية والتي تبلغ 6 مليارات دولار قبل تنصيب ترامب، في وقت تتسابق فيه إدارة بايدن لتسليم هذه الأموال في أقرب وقت.
وذكرت أن إدارة بايدن سمحت للمتعاقدين الأمريكيين بالعمل في أوكرانيا لصيانة الأسلحة الأمريكية الموردة، شريطة أن لا يشاركوا في العمليات القتالية وأن يظلوا بعيدين عن خط الجبهة.
وفي تصريحات حديثة، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر أثناء قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست من أن تقديم أي تنازلات لبوتين سيكون “انتحارًا” لأوكرانيا ولأوروبا بأسرها.
صيانة الأسلحة الأمريكية
وأعلن مسؤول دفاعي أمريكي أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال “عدد صغير” من الموظفين العاملين في شركات عسكرية خاصة إلى أوكرانيا لإجراء صيانة فنية للأسلحة الأمريكية المقدمة لكييف.
ويأتي هذا القرار بعد أن كانت الولايات المتحدة، التي تعد الداعم الرئيسي لأوكرانيا، قد فرضت سابقا حظرا على الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة للعمل في أوكرانيا.
ومنذ بداية حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، خصصت واشنطن أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأوضح المسؤول، أن هؤلاء الموظفين “لن يكونوا بالقرب من خطوط المواجهة ولن يشاركوا في القتال ضد القوات الروسية”، ثم أضاف أن مهمتهم ستكون مساعدة الجيش الأوكراني في صيانة وإصلاح المعدات الأمريكية التي تم إرسالها إلى أوكرانيا، مثل طائرات إف-16 وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، لضمان عودتها إلى جبهة القتال بسرعة.
كما قال المسؤول إن هذه الخطوة تأتي نظرا لأن بعض المعدات العسكرية الأمريكية التي تم أو سيتم إرسالها إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة تتطلب خبرات فنية متخصصة لصيانتها، وقد تم اتخاذ القرار بعد “تقييم دقيق للمخاطر”.
وتجدر الإشارة إلى انه منذ بداية الحرب، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بمجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك قاذفات صواريخ “هيمارس” ودبابات ومركبات أخرى.
وفيما يسعى الرئيس الحالي جو بايدن، قبل مغادرته منصبه، إلى استنفاد المخصصات المالية الخاصة بالمساعدات لأوكرانيا، يثير ترامب القلق في كييف بشأن ما إذا كان سيواصل تقديم نفس مستوى الدعم.
كما انتقد ترامب مرارًا مساعدات بلاده لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، ما يثير مخاوف في أوكرانيا من احتمال دعمه لتسوية سلمية قد تكون في مصلحة روسيا.