أجبرت العمليات العسكرية الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية الكرملين على نقل القوات بعيدا عن ساحات المعارك ذات الأولوية، وهو ما قد يعطل هجمات موسكو في أماكن أخرى.
وقال محللون، في تقرير جديد لمعهد دراسة الحرب، إن الضغوط العملياتية الناجمة عن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك تؤثر على العمليات الروسية في كل قطاع في جميع أنحاء المسرح.
لقد فوجئ القيصر فلاديمير بوتين وحلفاء أوكرانيا بالهجوم الذي شنته كييف على المنطقة في السادس من أغسطس، والذي أدى إلى الاستيلاء على حوالي 500 ميل مربع، و100 مستوطنة، و594 أسير حرب، وفقاً للقائد الأوكراني أوليكساندر سيرسكي.
ولكن حتى الآن، كان المحللون يشيرون إلى أن استراتيجية بوتين تتمثل في الانسحاب من كورسك، واستغلال الفرصة لمهاجمة أماكن أخرى على خط المواجهة، وفق newsweek.
ويشير أحدث تقرير صادر عن معهد دراسات الحرب إلى أن القوات الروسية ربما اضطرت إلى تحويل التعزيزات من مناطق المعارك ذات الأولوية لمواجهة النشاط الأوكراني في كورسك.
إعادة نشر عناصر محدودة
وذكر معهد دراسات الحرب أن القيادة العسكرية الروسية ربما أعادت نشر عناصر محدودة تهدف إلى تعزيز العملية الهجومية ذات الأولوية لروسيا في اتجاه بوكروفسك للدفاع ضد التوغل الأوكراني في منطقة كورسك.
وتشير التقارير إلى أن هذه القوات المعاد نشرها تضم عناصر من اللواء الخامس عشر للبنادق الآلية الروسي، الذي كان يعمل في اتجاه بوكروفسك.
كما تم سحب تعزيزات إضافية من جبهة دونيتسك، بما في ذلك عناصر من اللواء الأول السلافي للبنادق الآلية.
وذكر التقرير أنه في حين أن القيادة العسكرية الروسية لا تزال تعارض بشدة سحب الوحدات القتالية الفعالة من مناطق الخطوط الأمامية، فقد تم إعادة تكليف بعض هذه الوحدات بالدفاع عن منطقة كورسك بدلاً من الالتزام بالعمليات الهجومية في دونيتسك.
ورغم أن القوات الأوكرانية شنت عدة هجمات في كورسك في 31 أغسطس/آب، بما في ذلك بالقرب من مستوطنات مثل كورينيفو وسودزا، لم يتم تأكيد أي تقدم كبير، وفقا لتقرير معهد دراسات الحرب.
وقالت المصادر الروسية إن قوات موسكو استعادت أراض في المنطقة، ودفعت القوات الأوكرانية إلى الخروج من مواقع رئيسية.
ورغم تحول تحركات قوات موسكو، قال التقرير إن من غير المرجح أن يكون لإعادة الانتشار تأثير فوري على الوضع في ساحة المعركة في بوكروفسك وتوريتسك، لأن الوحدات الروسية المشاركة صغيرة وليست قوات على الخطوط الأمامية.
ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان الكرملين سيعيد نشر قوات احتياطية إضافية مخصصة للعمليات الهجومية لمواجهة التوغل الجاري في كورسك.
وناقش التقرير أيضا وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الذي قال يوم السبت إن روسيا يمكن أن تستخدم المطارات خارج نطاق صواريخ ATACMS التي تزودها الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد جهود كييف لضرب عمق أراضي خصمها.
وفي اجتماع عقده مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في واشنطن العاصمة، ناقش عمروف الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة والأسلحة الأخرى.
مجلس تنسيق بوزارة الدفاع الروسية
وسبق أن أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف عن إنشاء “مجلس تنسيق” داخل وزارة الدفاع الروسية لمناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك.
وقال الوزير، في رسالة على تيليجرام، إن هذا من شأنه أن “يزيد من كفاءة الدعم الشامل لمجموعات القوات التي تحل مهام تغطية حدود الدولة وحماية أراضي وسكان المناطق”.
ومع ذلك، وكما أشار معهد دراسات الحرب، فإنه ليس من الواضح كيف سيتفاعل هذا المجلس الجديد مع الهيئات الأخرى التي أنشئت للتعامل مع الغارة الأوكرانية، بما في ذلك “عملية مكافحة الإرهاب” التي أطلقها جهاز الأمن الفيدرالي في التاسع من أغسطس.