دفعت الصين بأسطول حربي إلى منطقة البحر الأحمر، بعد ما تسببت هجمات الحوثيين على سفن الشحن البحري في اضطرابات شديدة بالتجارة الدولية، فيما لم يؤثر كثيرا التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في ردع الحوثيين.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن الأسطول 46 أبحر، السبت 24 فبراير/ شباط 2024، من ميناء عسكري في مدينة تشانجيانغ الساحلية بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، لتولي مهمة مرافقة وحماية الأسطول 45 قرابة سواحل الصومال.
والأسطول 46 الصيني مكون من مدمرة صواريخ موجهة تسمى جياوتسوه وفرقاطة الصواريخ شيويتشانغ وسفينة الإمداد الشامل هونجهو، وسيتولى الأسطول حماية حركة الملاحة في أهم ممر مائي للتجارة العالمية، التي يمر منه أكثر من ثلث حاويات الشحن التجاري، ما يقدر بنحو 40% من التجارية بين قارتي آسيا وأوروبا.
وستكون مهمة هذا الأسطول مرافقة سفن مدنية، ويضم الأسطول أكثر من 700 ضابط وجندي، بينهم عشرات من أفراد القوات الخاصة إضافة إلى مروحيتين ومدمرة صواريخ موجهة.
ويخشى المحللون من أن الوجود العسكري المتزايد في منطقة البحر الأحمر، قد يزيد من خطورة نشوب صراعات أوسع، إذا ما استمرت إسرائيل في حربها على غزة، أو وسعت نطاق عملياتها البرية لتشمل مدينة رفح الفلسطينية.
الضربات الغربية ضد الحوثيين
يأتي ذلك فيما قال مسؤولون إن القوات الأمريكية والبريطانية نفذت ضربات ضد أكثر من 18 هدفا للحوثيين في اليمن، في أحدث جولة من العمل العسكري ضد الجماعة المتمردة.
وتنفذ الولايات المتحدة ضربات شبه يومية ضد الحوثيين، الذين يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن.
وفشلت الضربات حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين التي أزعجت التجارة العالمية ورفعت أسعار الشحن.
وقال بيان مشترك من الدول، التي شاركت في الضربات أو قدمت الدعم، إن العمل العسكري استهدف 18 هدفاً للحوثيين في ثمانية مواقع في اليمن بما في ذلك مرافق تخزين الأسلحة والصواريخ تحت الأرض وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات وطائرة هليكوبتر.
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الضربات تهدف إلى “مواصلة تعطيل وإضعاف قدرات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران”.
وأضاف أوستن: “سنواصل التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية، التي تضر باقتصادات الشرق الأوسط وتسبب أضرارا بيئية وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى”.
وحظيت الضربات بدعم أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا.
وقالت قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، إن القوات الأمريكية والبريطانية نفذت سلسلة من الضربات في العاصمة صنعاء.
ونقلت عن مصدر عسكري حوثي، لم يذكر اسمه قوله، إن الغارات المتجددة كانت “محاولة بائسة لمنع اليمن من تقديم عمليات الدعم للشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة شحن مملوكة للمملكة المتحدة وهجوم بطائرة بدون طيار على مدمرة أمريكية، واستهدفوا ميناء ومنتجع إيلات الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
وتعمل هجمات الجماعة على تعطيل طريق قناة السويس الحيوي الذي يمثل حوالي 12% من حركة المرور البحرية العالمية، مما يفرض طريقًا أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.
ولم يتم إغراق أي سفينة أو مقتل طاقمها خلال حملة الحوثيين. ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن مصير سفينة الشحن روبيمار المسجلة في المملكة المتحدة، والتي تعرضت للقصف في 18 فبراير وتم إجلاء طاقمها.
وقال الجيش الأمريكي إن السفينة روبيمار كانت تحمل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة عندما تعرضت للقصف، مما قد يتسرب إلى البحر الأحمر ويسبب كارثة بيئية.
وأطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية إلى البحر الأحمر “لاستعادة حرية الملاحة وحمايتها”.
ولدى الولايات المتحدة تحالف موازٍ، وهو عملية “حارس الازدهار”، يهدف إلى حماية حركة المرور التجارية من هجمات الحوثيين.