يأمل سكان قطاع غزة المدمر في أن تؤدي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط في وضع حد للحرب الطاحنة، والتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.
ووصل بلينكن إلى الرياض في بداية أول رحلة له إلى الشرق الأوسط منذ أن توسطت واشنطن في عرض، بمشاركة إسرائيلية، يقود إل وقف إطلاق نار ممتد في الحرب .
ولا يزال العرض الذي سلمه وسطاء قطريون ومصريون إلى حماس الأسبوع الماضي في انتظار الرد، وسط مطالبات بمزيد من الضمانات بأنه سيضع حدا للحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في قطاع غزة.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى للصحفيين خلال الرحلة إلى العاصمة السعودية: “من المستحيل القول ما إذا كنا سنحقق انفراجة، ومتى سنحقق انفراجة”.. الكرة الآن في ملعب حماس”، وفق وكالة رويترز.
وبعيدا عن الهدنة نفسها، يهدف بلينكن إلى كسب الدعم للخطط الأمريكية لما سيأتي بعد: إعادة بناء وإدارة غزة، وفي نهاية المطاف إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل حاليا.
وقال المسؤول الأمريكي: “إذا حصلنا على هدنة إنسانية، نريد أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحرك بأسرع ما يمكن بشأن مختلف أجزاء اليوم التالي”.
وتسعى واشنطن أيضا إلى منع المزيد من التصعيد في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، بعد أيام من الضربات الجوية الأمريكية ضد الجماعات المسلحة الموالية لإيران في جميع أنحاء المنطقة.
وفي الوقت نفسه، واصلت إسرائيل هجومها في بعض من أعنف المعارك في الحرب، وهددت بشن هجوم بري جديد على رفح، وهي مدينة صغيرة يقبع فيها الآن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الحدود الجنوبية للقطاع المتاخمة لمصر.
وينص اقتراح وقف إطلاق النار، الذي وصفته مصادر قريبة من المحادثات، على هدنة لمدة 40 يوما على الأقل يقوم فيها المسلحون بتحرير المدنيين من بين الرهائن المتبقين الذين يحتجزونهم، تليها مراحل لاحقة لتسليم الجنود والجثث، واستمرت الهدنة الوحيدة السابقة لمدة أسبوع واحد فقط.
القتال في خان يونس، مدينة غزة
وفي واحدة من أكبر المعارك في الحرب، تتقدم الدبابات الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين في خان يونس، المدينة الرئيسية في الجنوب، والتي كانت تؤوي بالفعل مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من مناطق أخرى. كما تجدد القتال في مدينة غزة شمال القطاع، في مناطق ادعت إسرائيل أنها أخضعتها خلال الشهرين الأولين من الحرب.
ووصف الفلسطينيون القتال في مدينة غزة، وخاصة المناطق الغربية القريبة من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، والتي تعرضت لقصف السفن الحربية الإسرائيلية بـ”العنيف”، وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن قافلة غذائية كانت متجهة إلى هناك تعرضت لإطلاق نار، لكن لم يصب أحد بأذى.
وفي خان يونس قال مسؤولو صحة فلسطينيون إنهم انتشلوا جثث 14 شخصا قتلوا في غارة ليلية، وقالوا مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة إن رجال الإنقاذ غير قادرين على الوصول إلى العديد من القتلى والجرحى في المدينة.
وتقول سلطات غزة إنه تم التأكد من مقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي، مع وجود مخاوف من عدم انتشال آلاف آخرين من تحت الأنقاض، وتقول إسرائيل إنها فقدت 226 جنديا في غزة منذ مقتل 1200 شخص وأسر 253 رهينة في هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والتي أشعلت الحرب.
وبعد أن أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها تستعد لهجوم بري محتمل على رفح، قالت وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة إنها تخشى أن تكون العواقب الإنسانية كارثية.
ومن الممكن أن يؤدي وقف إطلاق النار الآن إلى منع مثل هذا الهجوم، ولكنه يعني توقف إسرائيل مؤقتاً دون تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إبادة حماس.
وقال بعض أعضاء حكومة نتنياهو اليمينيين المتطرفين إنهم سيستقيلون بدلا من دعم مثل هذا الاتفاق.