تتجه أنظار العالم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تستعد لاستضافة مؤتمر أطراف المناخ “كوب 28” خلال الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر، في مهمة يمكن وصفها بالطريق إلى إنقاذ الكوكب.
واستبقت الإمارات الحدث بخطة طموحة فيما يتعلق بالتزاماتها المناخية بموجب اتفاق باريس، والتي يُطلق عليها تقنيًّا عنوان “المساهمة المحدّدة وطنيًّا”، حيث حددت الخطة الجديدة هدفًا أكثر طموحًا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بنسبة 19% بحلول العام 2030 مقارنة بمستويات العام 2019، مقابل ما يعادل 7.5% سابقًا.
تهدف الإمارات إلى تنظيم مؤتمر ناجح ومثمر يجمع العديد من الدول والمنظمات الدولية لمناقشة التحديات المتعلقة بتغير المناخ والعمل على اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لهذه التحديات، وتعكس استعدادات الإمارات لاستضافة الكوب 28 التزامها بالتحرك نحو مستقبل مستدام وانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
من المتوقع أن يتم خلال المؤتمر مناقشة وتبادل وجهات النظر حول السياسات والتدابير العالمية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويأمل العالم في أن يتم التوصل إلى اتفاقيات وتعاون دولي قوي يسهم في حماية البيئة والحد من آثار التغير المناخي على المستوى العالمي.
استعدادات الإمارات لاستضافة كوب 28
وتشمل استعدادت دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر الأطراف الـ28 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي “كوب 28” عدة جوانب، من بينها:
- البنية التحتية: تستثمر الإمارات في تطوير البنية التحتية اللازمة لاستضافة المؤتمر، بما في ذلك المرافق الفندقية والمؤتمرات والمراكز الاستثمارية، وتعمل الإمارات أيضًا على توفير وسائل النقل والراحة للوفود الزائرة.
- الاستدامة البيئية: تلتزم الإمارات بالاستدامة البيئية وتعتبر المؤتمر فرصة للتركيز على قضايا التغير المناخي، كما تعمل الإمارات على تنظيم فعاليات الكوب 28 بطرق تقلل من الأثر البيئي، بما في ذلك استخدام الطاقة المتجددة وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
- التعاون الدولي: تعمل الإمارات على تعزيز التعاون الدولي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية محليًا وعالميًا. تقوم الإمارات بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية لتنظيم المؤتمر وضمان نجاحه.
- الابتكار والتكنولوجيا: تعتبر الإمارات مركزًا للابتكار والتكنولوجيا، وتستخدم هذه القدرات لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، ويتوقع أن تقدم الإمارات مبادرات وتقنيات متقدمة في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة.
- الشراكات الإقليمية والدولية: تعزز الشراكات الإقليمية والدولية فرص نجاح كوب 28، فيمكن للدول والمنظمات الإقليمية والدولية التعاون في تبادل المعرفة والخبرات وتوفير الدعم المشترك لتحقيق أهداف التغير المناخي.
الأهداف الرئيسية لكوب 28
وتشمل الأهداف الرئيسية لكوب 28 بالأساس:
- تخفيض الانبعاثات العالمية: تهدف الدول إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من الاحتباس الحراري الناجم عنها، من خلال اتخاذ إجراءات لتحسين كفاءة الطاقة وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتنفيذ سياسات بيئية أخرى.
- دعم الاستدامة والتكيف: يهدف المؤتمر إلى دعم القدرة على التكيف مع التغير المناخي وتعزيز الاستدامة في الدول المتأثرة، بما في ذلك تطوير تقنيات وإجراءات للتكيف مع تأثيرات التغير المناخي المتوقعة.
- تمويل العمل المناخي: تعتبر توفير التمويل اللازم للتحركات المناخية، وخاصة للدول النامية، جزءًا هامًا من أهداف المؤتمر. يهدف التمويل إلى تمكين الدول من تنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي وتعزيز قدرتها على التكيف.
- تعزيز التعاون الدولي: يسعى المؤتمر إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالتغير المناخي، بما في ذلك تبادل التكنولوجيا والمعرفة والخبرات.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا فإن تحقيق تلك الأهداف يواجه العديد من الصعوبات لعل بينها:
- التحديات التقنية: تشمل هذه التحديات تطوير واعتماد تقنيات جديدة ومستدامة لتوليد الطاقة وتخزينها، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتطوير أنظمة نقل مستدامة. قد تتطلب هذه التقنيات استثمارات كبيرة وتحديث البنية التحتية القائمة.
- التحديات المالية: يتطلب تنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي تخصيص تمويل كبير ومستدام للاستثمار في التقنيات الخضراء والتكيف مع التغير المناخي، الدول النامية والبلدان ذات الدخل المنخفض تواجه صعوبات في تأمين التمويل اللازم، وتحتاج إلى الدعم والتمويل من الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية.
- التحديات السياسية والقانونية: تتطلب إجراءات مكافحة التغير المناخي سياسات وتشريعات قوية وإرادة سياسية للتنفيذ، قد تواجه الدول تحديات في تحقيق التوافق الداخلي والقانوني، بالإضافة إلى التنسيق مع الدول الأخرى في المفاوضات الدولية.
- التحديات الاقتصادية: قد تواجه الدول تحديات في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وقد يكون استخدام التقنيات الخضراء وتنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي مرتبطًا بتكاليف إضافية في المدى القصير، وقد يكون هناك ضغوط اقتصادية على الصناعات التقليدية.
- التحديات التعليمية والتوعوية: يتطلب تنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي توعية وتثقيف الجمهور بشأن أهمية هذا الموضوع وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة. قد يواجه التحسين في الوعي والتثقيف تحديات في نقل المعرفة وتغيير السلوكيات التقليدية.
ومن هنا فإن مهمة دولة الإمارات العربية في كوب 28 ليست هينة، وسيكون عليها البحث عن أطروحات غير تقليدية لعبور مثل تلك التحديات، غير أن ما يبشر في الأمر أن الدولة المستضيفة بدأت التحرك مبكرا لتذليل تلك العقبات وبانتظار جني الثمار مع انطلاق المؤتمر 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.