خرجت التصدعات في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العلن بعد أن ظلت لفترة خلف الكواليس، وهدد بيني جانتس، وهو عضو وسطي في حكومة الحرب، بالاستقالة إذا لم يوافق الزعيم اليميني بحلول الثامن من يونيو على خطة لليوم التالي تتضمن كيفية إعادة حكم غزة بعد الحرب مع حماس.
توترات في التحالف الإسرائيلي
وواجه نتنياهو انتقادات في الداخل والخارج لفشله في توضيح نهاية اللعبة بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب. وقال غانتس في مؤتمر صحفي إنه يريد من حكومة الحرب أن تشكل خطة من ست نقاط في الأسابيع الثلاثة المقبلة، وأنه إذا لم تتحقق توقعاته فسوف يسحب حزبه الوسطي من ائتلاف الطوارئ الذي يقوده نتنياهو.
وقال غانتس إن اقتراحه سيتضمن إنشاء نظام أمريكي-أوروبي-عربي-فلسطيني مؤقت للإدارة المدنية لغزة بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.
وعلى الرغم من أن جانتس هو أقوى منافس لنتنياهو في استطلاعات الرأي، إلا أنه إذا ترك الحكومة فإن ذلك لن يكون كافياً لإحداث انهيارها، لأن الأحزاب المتبقية ستظل تمنح رئيس الوزراء أغلبية برلمانية مريحة.
ومع ذلك، فإن التحدي الذي يواجهه جانتس يظهر ضغطًا متزايدًا على الائتلاف الإسرائيلي، الذي تهيمن عليه أحزاب اليمين المتطرف.
وطالب وزير الدفاع يوآف جالانت بتوضيح خطط ما بعد الحرب وأن يتخلى نتنياهو عن أي إعادة احتلال عسكري لغزة.
التوغل في مدينة رفح
يأتي ذلك فيما توغلت القوات الإسرائيلية والدبابات في مناطق مزدحمة بشمال قطاع غزة كانت قد تجنبتها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وسيطرت القوات الإسرائيلية أيضا على بعض الأراضي في مدينة رفح الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية والمكتظة بالنازحين وحيث أثار إطلاق توغل، هددت به منذ فترة طويلة هذا الشهر لسحق معاقل حركة حماس، قلق القاهرة وواشنطن.
فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه نتيجة معلومات استخباراتية تم جمعها خلال التوغلات الأخيرة، أعلن الجيش عن انتشال جثة رجل كان من بين أكثر من 250 رهينة احتجزتها حماس في هجوم عبر الحدود في 7 أكتوبر أدى إلى اندلاع الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم العثور على رفات رون بنيامين إلى جانب رفات الرهائن الثلاثة الآخرين الذين تم الإعلان عن إعادتهم إلى وطنهم يوم الجمعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، فيما لم يصدر تعليق فوري من حماس.
وأجرت إسرائيل عمليات تمشيط عسكرية جديدة هذا الشهر لأجزاء من شمال غزة كانت قد أعلنت انتهاء عملياتها الرئيسية في يناير٣، وتوقعت في ذلك الوقت أيضا أن تعود قواتها لمنع حماس التي تحكم غزة من إعادة تجميع صفوفها.
أحد هذه المواقع هو جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية الثمانية في غزة، وقال سكان إن القوات والدبابات توغلت في الشوارع يوم السبت دون الهجوم البري، فيما قال مسعفون إن 15 فلسطينيا قتلوا وأصيب العشرات في إحدى الغارات.
وقالت وزارة الصحة في غزة وخدمة الطوارئ المدنية إن الفرق تلقت عشرات المكالمات حول سقوط ضحايا محتملين، لكنها لم تتمكن من إجراء أي عمليات بحث بسبب الهجوم البري والقصف الجوي المستمر.
وقال أحد سكان جباليا، إبراهيم خالد، عبر أحد تطبيقات الدردشة، وفق وكالة رويترز للأنباء،: “اليوم هو الأصعب من حيث قصف الاحتلال، فالضربات الجوية وقصف الدبابات مستمرة دون توقف تقريبًا”، وأضاف “نعرف عشرات الشهداء والجرحى لكن لا يمكن لمركبة إسعاف دخول المنطقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت العمل في مناطق في أنحاء غزة بما في ذلك جباليا ورفح، حيث نفذت ما أسماه “عمليات دقيقة ضد الإرهابيين والبنية التحتية”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “القوات الجوية الإسرائيلية تواصل عملياتها في قطاع غزة، وضربت أكثر من 70 هدفا إرهابيا خلال اليوم الماضي، بما في ذلك منشآت تخزين الأسلحة ومواقع البنية التحتية العسكرية والإرهابيين الذين يشكلون تهديدا لقوات الجيش الإسرائيلي والمجمعات العسكرية”، وفق البيان.
مواجهات في جباليا ورفح
وقالت الأجنحة المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي وفتح إن المقاتلين هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ورفح بصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف هاون، وعبوات ناسفة مزروعة بالفعل في بعض الطرق، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 281 جنديا قتلوا في المعارك منذ التوغل البري الأول في غزة يوم 20 أكتوبر.
وقتل ما لا يقل عن 35386 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، في حين حذرت وكالات الإغاثة مرارا وتكرارا من انتشار الجوع والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية.
وفي هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر، قُتل 1200 شخص، وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية. ويعتقد أن نحو 125 شخصا ما زالوا محتجزين في غزة.
وفي رفح، حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية في بعض الضواحي الشرقية واشتبكت مع المقاتلين الفلسطينيين، وقال السكان إن القصف الإسرائيلي من الجو والأرض استمر طوال الليل حتى صباح السبت.
وكانت رفح تؤوي أكثر من مليون نازح من غزة، وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة الفلسطينيين، إن ما يقرب من 800 ألف فلسطيني فروا من المدينة منذ أن شنت إسرائيل عمليتها البرية هناك في السادس من مايو.