عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للواجهة خطة سبق أن أخفق فيها خلال ولايته الأولى، تتمثل في تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وقال ترامب “أود أن تستقبل مصر أشخاصاً. أود أن يستقبل الأردن أشخاصاً”، ما فجر جدلا واسعا وسارعت مصر والأردن وكذلك الجانب الفلسطيني إلى التعبير عن رفضهم للفكرة جملة وتصفيلا خشية تكرار سيناريو النكبة وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، تمسك القاهرة بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت الوزارة، في بيانها، “في هذا السياق تعرب الوزارة عن استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وشددت الخارجية على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
كما حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومحللون أردنيون من مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر باعتباره “موقفاً عدائياً” و”خطيراً جداً” ويمثل “تهديداً للأمن والاستقرار” لدول حليفة لواشنطن.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض بلاده لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى المملكة، مشددا على تمسك بلاده بحل الدولتين “سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”.
وقال الصفدي في مؤتمر صحاي مشترك مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ إن “حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين. ثوابتنا في المملكة واضحة ولن تتغير وهو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير”.
وأضاف الصفدي: “نحن في المملكة نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً في قوله إنه يريد تحقيق السلام في المنطقة لذلك نحن شركاء، فالسلام الذي تستحقه المنطقة والذي يضمن الاستقرار هو السلام الذي تقبله الشعوب والذي يلبي تحديداً حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على ترابه الوطني الفلسطيني”.
وتابع الصفدي: “نحن كلنا نريد تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وإن طريق هذا الأمن والاستقرار يأتي من خلال تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بدولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لتعيش بأمن وأمان إلى جانب إسرائيل وفق مبدأ حل الدولتين واستناداً للقانون الدولي”.
وكان ترامب قد صرح للصحفيين في طائرة “إير فورس وان” الرئاسية،: “أود أن تستقبل مصر أشخاصاً. أود أن يستقبل الأردن أشخاصاً”.
وتابع: “نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما”، وذلك في إشارة إلى قطاع غزة.
ولفت ترامب إلى أن غزة “مكان مدمر حرفياً، تقريباً كل شيء مدمر والناس يموتون هناك لذلك أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية
وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”، مشيراً إلى أن نقل سكان غزة قد يكون “موقتاً أو طويل الأجل”.
الرئاسة الفلسطينية ترفض
كذلك عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد و”إدانتها لأية مشاريع تهدف لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة”، مشيرة إلى أن ذلك يشكل “تجاوزاً للخطوط الحمراء التي حذرنا منها مراراً”.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، “أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وأن شعبنا لن يرحل”.
كما جددت الرئاسة الشكر لمصر والأردن على مواقفهما الحاسمة والرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه. وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيانها الرئيس الأمريكي “بمواصلة جهوده لدعم المساعي لتثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتولي السلطة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة، والتركيز على تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وسبق للأردن، الذي يعيش فيه نحو 2,3 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين وفقاً للأمم المتحدة، أن أعلن مراراً رفضه أن يكون وطناً بديلاً للفلسطينيين.