تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين علاقة من نوع خاص، وصفها الأول بأنها “صداقة وثقة”، كما أنها علاقة نادرة بين زعيمي بلدين طالما جمعتهما المنافسة والتناحر على الساحة الدولية.
ويقول ترامب إنه الشخص الوحيد في العالم القادر على إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن علاقته جيدة بكل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعرب ترامب عن أمله في إيقاف القتال بين الجانبين ووضع حد للخسائر البشرية، قائلاً: “سيكون أمراً رائعاً أن نتمكن من وقف قتل الجنود من كلا الجانبين”.
ويضيف ترامب: “أجرينا نقاشات عقلانية للغاية بشأن أوكرانيا، وأرغب في وقف القتال وإنهاء الخسائر البشرية”، كما أشار إلى معرفته الجيدة ببوتين، قائلاً: “أعرف بوتين بشكل جيد جداً، ومن المدهش أننا لم ننخرط في مواجهات كبرى بسبب المزاعم المضللة بشأن روسيا”.
بوتين شخص جدير بالثقة
كان لافتا كذلك، إشادة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث وصفه بأنه “شخص جدير بالثقة”.
وقال ويتكوف في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون: “لا أعتبر بوتين شخصاً سيئاً. إنه وضع معقد، تلك الحرب، وجميع العوامل التي أدت إليها”.
وكشف ويتكوف أن بوتين أخبره بأنه ذهب إلى كنيسته المحلية وصلى من أجل سلامة ترامب بعد محاولة اغتياله في تجمع جماهيري بمدينة بتلر، بولاية بنسلفانيا، في يوليو الماضي.
وقال: “أخبرني بوتين قصة عن كيف ذهب إلى كنيسته المحلية وصلى من أجله عندما أطلق عليه الرصاص، ليس لأي غرض سياسي، بل لأنه كان صديقاً له وكان يصلي من أجل صديقه”.
وأضاف ويتكوف أن بوتين كلف فناناً روسياً برسم صورة لترامب وأرسلها إليه كهدية، مؤكداً أن المحادثات بين الجانبين تحرز تقدما “لم يظن أحد أن ذلك ممكن”، رغم أن قضايا الأراضي ما تزال بحاجة إلى تسوية.
والتقى ويتكوف بوتين لساعات الأسبوع الماضي في موسكو، حيث ناقشا سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ووصف ويتكوف المحادثات بأنها كانت بناءة وتستند إلى حلول، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، وأكد أن الإدارة الأمريكية تحرز تقدماً ملحوظاً في العلاقات مع روسيا، رغم التحديات القائمة.
فيما قال الكرملين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب ربما تحدثا مرات أكثر مما تم الإعلان عنه بشكل علني.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مقابلة للتلفزيون الرسمي الروسي: “نطلعكم على المحادثات التي لدينا علم بها، لكن لا يُمكننا استبعاد أي احتمال آخر”.
وحتى الآن، حدثت مكالمتان هاتفيتان تم الإعلان عنهما بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض: الأولى في 12 فبراير الماضي، والثانية في 18 مارس الجاري.
وبعد المكالمة الأولى، التي وصفها ترامب بأنها “مطولة ومثمرة للغاية”، قال الرئيس الأمريكي إن مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ستبدأ “على الفور”، وبعد أسبوعين، اجتمعت وفود من الولايات المتحدة وروسيا في المملكة العربية السعودية لمناقشة إنهاء الصراع.
وخلال المكالمة الثانية، ناقش الرئيسان الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا. في الأيام التي تلت ذلك، لم يوافق بوتين على الاقتراح الأمريكي. بدلا من ذلك، اتفقت أوكرانيا وروسيا على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة.
وتشير تصريحات بيسكوف إلى العلاقات المعمقة بين الزعيمين، وتأتي بعد يوم من كشف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن بوتين كلف برسم صورة للرئيس الأمريكي- والتي سلمها له ويتكوف- وأن الرئيس الروسي صلى “من أجل صديقه” بعد محاولة اغتيال ترامب.
ويرجح أن يُثير احتمال إجراء محادثات غير مُعلنة بين ترامب وبوتين مزيدًا من القلق لدى القادة الغربيين، الذين يُصارعون التقارب المتزايد بين موسكو وواشنطن، في حين تترك الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين السابقين وحدهم.
وأكد بيسكوف أن الوفد الروسي سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض، لإجراء مزيد من المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين.