الهند وباكستان.. تصعيد ينذر بمواجهة

مايو 7, 2025 | إنذار مبكر, راصد

تصاعدت حدة التوتر العسكري بين الهند وباكستان خلال الأيام الماضية، على نحو كبير، مما يعقد الوضع الجيوسياسي بين الدولتين النوويتين.

وأعلنت الهند، فجر اليوم السابع من مايو 2025 أنّها شنت قصفاً صاروخياً ضد مناطق في باكستان والتي سارعت إلى توعد جارتها بالرد “في المكان والزمان المناسبين”.

وأعلن الجيش الباكستاني أن ثمانية مدنيين قُتلوا في “24 ضربة” شنها الجيش الهندي على “ستة مواقع” في باكستان وأسفرت أيضا عن سقوط 35 جريحاً ومفقودين اثنين.

وقال المتحدث باسم الجيش الليفتنانت جنرال أحمد شودري إنه في عداد القتلى الثمانية “طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات” قُتلت في مسجد في بهاولبور بإقليم البنجاب الباكستاني.

يأتي ذلك بعد أيام من اتهام نيودلهي لإسلام أباد بتنفيذ هجوم دامٍ في الجانب الهندي من الإقليم المتنازع عليه ونفي باكستان تورطها فيه، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها داعيةً لضبط النفس، وفق DW.

هذا التطور يأتي في ظل تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم على سياح هندوس في كشمير الهندية خلال شهر أبريل 2025.

واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصاً، وتوعدت بالرد، وبعد الضربات الهندية، قال الجيش في منشور على منصة إكس: “تحققت العدالة”. ونفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم وقالت إن لديها معلومات مخابراتية تشير إلى أن الهند تخطط لهجوم.

ودعت إسلام أباد لجنة الأمن القومي لاجتماع في خضم التصعيد العسكري بينها وبين نيودلهي، وقال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إن من حق باكستان الرد بقوة على أي عمل حربي من الهند.
وقال شريف إن لباكستان كامل الحق في تقديم رد قوي على أي عمل حربي يصدر من الجانب الهندي.

دعوات إلى ضبط النفس

بدورها، حثت الصين الهند وباكستان على ضبط النفس في أعقاب الهجمات المميتة على أهداف باكستانية، معربة عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين في بيان: “تعرب الصين عن أسفها للعمل العسكري الهندي هذا الصباح وتشعر بالقلق بسبب التطورات الحالية”.

وأضاف المتحدث: “ندعو كلاً من الهند وباكستان إلى إعطاء أولوية للسلام والاستقرار، والحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس، وتجنب الأفعال التي من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع”.

وبينما لا تزال العلاقات بين الصين والهند متوترة بسبب النزاعات الحدودية طويلة الأمد في جبال الهيمالايا، تحتفظ بكين بعلاقات اقتصادية وثيقة مع باكستان.

يشار إلى أنه من خلال مبادرة الحزام والطريق، تمول الصين مشروعات البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية في باكستان بهدف ربط منطقة تشينجيانج غرب الصين بالبحر العربي.

سقوط ثلاث طائرات مقاتلة هندية

بدوره، أفاد مصدر أمني هندي لوكالة فرانس برس بأنّ ثلاث طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي تحطّمت على الأراضي الهندية لأسباب لم تتّضح في الحال، وذلك إثر اندلاع معارك مع باكستان الأربعاء.
وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّه تمّ العثور على حطام اثنتين من هذه الطائرات في الشطر الهندي من كشمير، والثالثة في ولاية بنجاب (شمال غرب)، من دون إعطاء تفاصيل حول مصير الطيارين.

فيما أعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحدّث الثلاثاء مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف “تهدئة الوضع” العسكري الذي استعر بين بلديهما في أعقاب تبادلهما القصف.

وقال براين هيوز، المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنّ وزير الخارجية الذي يشغل حاليا منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي “يحضّ الهند وباكستان على إعادة فتح قناة للنقاش بين قادتهما من أجل نزع فتيل الأزمة الوضع وتجنّب مزيد من التصعيد”.

من ناحيته، قال الجيش الهندي إن 3 مدنيين قتلوا في قصف للقوات الباكستانية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير.

وأضاف، في بيان، أن الجيش الباكستاني “لجأ إلى إطلاق نار عشوائي”، بما في ذلك إطلاق نار وقصف مدفعي، عبر خط السيطرة، وهي الحدود الفعلية التي تقسم إقليم كشمير المتنازع عليها بين البلدين، بالإضافة إلى حدودهما الدولية.

وأشار البيان إلى أن الجيش الهندي “يرد بطريقة متناسبة”.

وأصدرت بريطانيا تحذيرا لرعاياها من السفر إلى الهند وباكستان وسط تصاعد التوتر بين الجارتين.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أنه “في ليلة 6 مايو (بتوقيت المملكة المتحدة)، ذكرت وزارة الدفاع الهندية أنها قصفت تسعة مواقع في باكستان والجزء الخاضع لإدارة باكستان من إقليم كشمير.

ورداً على ذلك، وردت تقارير عن إطلاق نيران المدفعية الباكستانية عبر خط المراقبة، وقالت الوزارة إنها تنصح بعدم السفر ضمن مسافة 5 أميال (8 كيلومترات) من الحدود بين باكستان والهند، والسفر ضمن مسافة 10 أميال من خط المراقبة، وهي الحدود الفعلية التي تقسم كشمير إلى شطرين، وإلى إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب باكستان.

وأضافت: “نحن مستمرون في مراقبة الوضع عن كثب… يجب على الرعايا البريطانيين البقاء على اطلاع دائم بنصائحنا المتعلقة بالسفر واتباع نصائح السلطات المحلية”.

وأبلغ مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالضربات التي شنّتها بلاده ضدّ جارتها باكستان، بعد حصولها، وفق ما أعلنت السفارة الهندية في واشنطن الثلاثاء.

وقالت السفارة في بيان إنّ “أفعال الهند كانت مركّزة ودقيقة”، مضيفة أن روبيو الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الأمريكي، تمّ إطلاعه على “الإجراءات المتّخذة”.

وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله إن الضربات الهندية على أهداف في باكستان والشطر الخاضع لسيطرة إسلام اباد من كشمير “مخزية”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن “العالم لا يمكنه تحمل مواجهة عسكرية” بين الهند وباكستان، وذلك بعيد توجيه الهند ضربات عسكرية لجارتها التي توعّدتها بالردّ.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن جوتيريش يبدي “قلقه البالغ” إزاء التصعيد الراهن و”يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري”.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أمينها العام يشعر بقلق بالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط المراقبة والحدود الدولية.

🔗 رابط مختصر: https://roayahstudies.com/?p=8794